google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

مفتي الجمهورية: مسلك النبي في تعامله مع أهل بيته مسلكًا مستنبطًا من الوحي الشريف ونبراسًا للبشرية كلها

 كتب : وسام أحمد عابد

 

قال فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن مكانة النبي صلى الله عليه وسلم كزوج تُعد نبراسًا للبشرية كلها، فقد حاز أكمل الصفات البشرية، فكان متواضعًا تواضعًا جمًّا، وكان خادمًا ومعاونًا لأهل بيته، بل كان يخصف نعله ويخيط ثوبه، وكان بيته الشريف هادئًا فيه سكن وبِشر وطمأنينة، وليس هو بالبيت الفظِّ الغليظ.

 

وأضاف مفتي الجمهورية – في تصريحات اليوم – أن مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهل بيته مسلكًا مستنبطًا من الوحي الشريف، فكان عندما يدخل بيته يتشوق له كل أهل بيته من زوجات وبنات وأسباط، بل الخدم كذلك، فما أحوج الأمة الآن لأن تقتدي بهذا المسلك النبيل والراقي.

ولفت مفتي الجمهورية النظرَ إلى أنَّ علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة كانت قائمة على المودة والسكن والدلال، وكان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لسواها، حتى صرَّح النبي بحبه لها ولأبيها عندما سأله بعض الصحابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: “عَائِشَةُ” قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: “أَبُوهَا”.

 

وأكَّد مفتي الجمهورية أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يتزوج من النساء بِكْرًا غيرها، وهو شرفٌ استأثرت به على سائر نسائه، وظلَّت تفاخر به طيلة حياتها.

وأردف مفتي الجمهورية : وكان لعائشة رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن لسواها، حتى إنَّه لم يكن يخفي حبَّها عن أحد، فعندما سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال له: «عَائِشَة»، متفق عليه، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُدَاعبها ويمازحها ويسابقها.

 

وأشار إلى أن السيدة عائشة رضي الله عنها قد روت ما يدلُّ على ملاطفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها فقالت: “وَاللهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِالْحِرَابِ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لَأَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ مِنْ بَيْنِ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ”.

 

وتابع: وبرغم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها إلا أنه كان عادلًا معهن، فكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، وهذا من تمام كمال عدله صلَّى الله عليه وسلم بين زوجاته رضيَ الله عنهن، وحسن عشرته لهنَّ.

واستعرض مفتي الجمهورية، العلاقة الطيبة بين السيدة عائشة والسيدة فاطمة التي كانت قائمة على المحبة والمودة والاحترام المتبادل، ورغم هذا فقد اشتهرت السيدة عائشة رضي الله عنها بغيرتها الشديدة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، التي كانت دليلًا صادقًا وبرهانًا ساطعًا على شِدَّة محبَّتها له، وقد عبَّرت عن ذلك بقولها له: “وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ” رواه مسلم.

 

وأردف: وهذه الغيرة كانت من الغيرة المحمودة التي هي في أصلها من المطلوبات الشرعيَّة والفضائل الأخلاقية؛ حيث تبعث على إظهار كِلَا الزوجين المودةَ والحب والاهتمام للطرف الآخر استجابة لما تدعو إليه طبيعة النفوس من حب اختصاصها بمحبوبها بصفة خالصة حتى لا يشاركها في ذلك غيرها

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *