google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

إمرأة هزت عرش مصر

كتب محمد السمان

الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد الأول ووالدة الملك فاروق ..

يقال انها كانت المسمار الأول في نعش النظام الملكي المصري والذي انتهى بحركة يوليو 1952 واقصاء الملك فاروق عن العرش

شعرت نازلي بالحرية للمرة الأولى في حياتها، بعد وفاة زوجها الملك فؤاد الاول ، بعد أن كانت حبيسة القصور الملكية ، فانطلقت تستمتع بمباهج الحياة دون حدود ، مما اثار حفيظة ابنها الملك فاروق وحدثت كثير من الصدامات بينهما ، مما جعلها تقرر الابتعاد عن مصر نهائيًا وهاجرت مع ابنتيها فتحية وفائقة إلى أوروبا .

وتصل نازلي إلى ميناء مارسيليا وتقابل الشخص الذي غيّر حياتها رأسًا على عقب  انه رياض غالي، أمين المحفوظات بالقنصلية المصرية ، والذي كُلف بأن يكون في خدمة الملكة والأميرات .

نجح رياض غالي في ان يكون شخصا مقربا للملكة والاميرتين ، يصحبهم في رحلاتهم إلى الخارج ، ويأمر الحاشية الملكية !! .. وبعد وصول أنباء غالي إلى القصر الملكي ، طلبت الخارجية المصرية منه العودة إلى عمله في القنصلية ولكنه رفض الإذعان إلى الأمر!

عام 1947 هاجرت نازلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقال رياض غالي من الخارجية ، وعوضته الملكة أضعاف راتبه .

رأت الأميرة فتحية شقيقة الملك فاروق الصغرى في رياض غالي ، فارسًا من فرسان القصص والروايات الغرامية ، ولم يتباطئ هو بدوره وأخذ في التقرب إليها وإلى والدتها الملكة نازلي ، حتى استطاع السيطرة الروحية عليهما في آن واحد .

لم تلتفت فتحية ووالدتها إلى غضب الملك فاروق والبلاط الملكي في مصر، ودعوات الملك فاروق بالعودة إلى القاهرة ، فقرر فاروق حرمانهما من كافة الألقاب الملكية ومصادرة جميع ممتلكاتهم في مصر ، فازداد عناد نازلي وزوجت ابنتها الاميرة فتحية إلى غالي .

أعلن غالي إسلامه على يد شيخ باكستاني، وتزوج من الأميرة فتحية بوثيقة قران على يد الشيخ الباكستاني نفسه عام 1950 ، وأرسلت هذه الوثيقة إلى قصر عابدين باعتبارها وثيقة إسلامية، لكن الملك فاروق رفض هذه الزيجة .

بعد ذلك حصل غالي على تفويض رسمي منهما بالتصرف في شئونهما المادية، ولكنه خسر تلك الأموال بعد سنوات قليلة ، وانتهي الأمر بإعلان نازلي إفلاسها، ورفعت الأميرة دعوى للانفصال عنه ، وذلك بعدما أنجبا ثلاثة أبناء هم : رفيق و رائد و رانيا .

لم تجد فتحية مفرا من البحث عن مهنة تطعمها هي وأمها نازلي ، فعملت موظفة استقبال في فندق خمسة نجوم، ثم عملت موظفة إدارية في فندق ثلاثة نجوم ، ثم عملت في مطعم تنظف وتغسل الصحون!

وفي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات قامت الملكة نازلي بمراسلته وطلبت السماح لهن بالرجوع إلى مصر والعيش فيها ، فرحب السادات بقدومهن وأرسل إليهن جوازات سفر مصرية .

هذا وكان غالي يحاول أن يعيد فتحية إلى عصمته مجددًا، ولكنها رفضت بأسلوب مهذب، ما جعله يخطط للانتقام منها ، فبعد ان اعلمته بقرارها بالعودة الى القاهرة، خطط غالي لقتلها!!

طلب غالي من الاميرة فتحية زيارته الزيارة الأخيرة قبل سفرها ، وفي شقته في لوس أنجلوس عام 1976 ، قام غالي بإطلاق 5 رصاصات على رأسها ، ثم أطلق الرصاصة السادسة على رأسه، فتوفيت هي في الحال أما هو فقد أنقذ بأعجوبة، وعاش كفيفًا مشلولًا في السجن لمدة ثلاث سنوات تقريبًا قبل أن يتوفى هو الآخر ، لتفقد الملكة نازلي ابنتها الأميرة فتحية بعد ان افقدها غالي ايضا كل اموالها ومن قبل فقدان عرش ابنها!!!

وحول أقاويل تنصر الملكة ، فترد الاعلامية الكبيرة راوية راشد وكاتبة مُسلسل “ملكة في المنفى” لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية وتقول : ” اعتمدت في رحلتي البحثية بتاريخ نازلي على الوثائق الأجنبية بشكل رئيسي ، لأن كل ما كُتب عنها بالعربية لم يكن محايدًا ولا منصفًا، وخلال فترة وجودي بأمريكا ظللت أبحث وأدقق في تفاصيل حياتها، وتوصلت إلى أن ما قيل عن أن الملكة تنصرت غير حقيقي، فلا توجد وثيقة تثبت أنها غيرت ديانتها، ولكن الثابت أنها مُسلمة عاشت في المجتمع الأمريكي بعد سفرها وليس هروبها كما يُردد البعض، وكانت نازلي تحتاج إلى زراعة كلى لذلك اختارت أمريكا” .

أما عن دفنها في مقابر المسيحيين، فتوضح الكاتبة راوية راشد لصحيفة الاتحاد الاماراتية ، أن هذه المقابر هي التي كانت موجودة وقتها في أمريكا، حيث لم تكن هناك مقابر للمسلمين .

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *