google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

مسجد ومدرسة أيتمش البجاسي بالقاهرة

كتب مصطفي قطب

 

مدرسة أيتمش البجاسي، تقع في بشارع باب الوزير ، وقد كانت واحدة من مجمع كبير بناه الأمير أيتمش البجاسي سنة 785هـ – (1383م)، في أيام السلطان الظاهر برقوق مؤسس دولة المماليك البرجية (1382 – 1389م). وهو عبارة عن فندق لإقامة التجار الأجانب وسكن للأمير وحوض لسقي الدواب.

 

تتكون هذه المدرسة من إيوان واحد هو إيوان القبلة بصدره المحراب، وهو محراب بسيط خال من الزخارف. وبالضلع الجنوبي الغربي من الإيوان بابان، أحدهما يؤدي إلى غرفة كانت تستخدم -أغلب الظن- خزانة كتب. والباب الثاني يؤدي إلى خلاوي الطلبة وأوقف هذا الإيوان على المذهب الحنفي.

 

وللمدرسة واجهة واحدة تطل على شارع باب الوزير وتشتمل على واجهة المدفن ذي القبة والتي تتميز بزخرفتها بضلوع قائمة ثم ضلوع منحنية تنتهي أعلى القبة. كما تشتمل الواجهة على السبيل ذي الشباكين يعلوه كتاب وتشتمل كذلك على مدخل المدرسة والمئذنة. علماً أن الأمير أيتمش البجاسي لم يدفن بهذه المنشأة حيث ذبح بسجنه بقلعة دمشق.

 

المسجد كان يعاني من ارتفاع في نسبة الرطوبة والأملاح بجدران الواجهات والمدخل الرئيسي وتآكل العناصر الحجرية والأشرطة الكتابية، بالإضافة إلى وجود فواصل وشروخ بجدرانه وتهدم جزئي بقمة المئذنة. وتمت أعمال عزل الأرضيات ضد الرطوبة والمياه الجوفية وتغيير بعض الأحجار ذات الحالة السيئة وتمت أعمال الترميم الدقيق للأسقف المزخرفة ولاسيما سقف إيوان القبلة وسقف حجرة السبيل والواجهات والجدران الداخلية والأرضيات والأرضية الرخام الخردة لدور قاعة مسجد «إيتمش» مع عمل مكشف للسور الأيوبي المبني فوقه مسجد «ايتمش البجاسي» المملوكي، بالإضافة لأعمال الكهرباء من الصوت والضوء، وتم عمل خندق لكشف واجهة شبابيك حجرة السبيل ذات المصبعات المعدنية.

 

ذكره المقريزي في الخطط في القسم الخاص بالمدارس المملوكية. وقال أن إيمتش بناه كمدرسة لتدريس فقه المذهب الحنفي وبنى بجانبها فندقا وحوضا لمياه الشرب.. كما بنى ضريحا له يعلوه قبة.. وذكر علي مبارك في الخطط الجديدة أن جامع إيتمش على رأس باب الوزير – بجوار القراقول المعروف بقراقول باب الوزير – به قبة مرتفعة – يظهر أنه ليس بها أحد – وله منارة (مئذنة) وشعائره مقامة به من اوقافه إلى اليوم. وكان أول أمره مدرسة بني ايتمش بجانبها فندقا يعلوه ربع وحوض ماء (سبيل).

 

الأمير أيتمش البجاسي، اسمه أيتمش بن عبد الله الأسندمري البجاسي الظاهري، كان من مماليك الأمير أسندمر البجاسي، عمل مع الأتابك برقوق في دولة الصالح حاجي، ثم ترقى في المناصب إلى أن أصبح المشرف على الإسطبلات السلطانية «أمير آخور». ولد في القاهرة في القرن الثامن الهجري، وذبح في سجنه بالشام، في 14 شعبان 802هـ – 19 أبريل 1400م.

 

عندما تولى برقوق حكم مصر، أسند إلى أيتمش وظيفة رأس نوبة كبير، ثم اشتراه من ورثة الأمير جرجي وجعله أتابكاً للعسكر بمصر. وعندما قامت ثورة في الشام ضد حكم السلطان الظاهر برقوق، خرج أيتمش لقمع الثورة ولكنه قبض عليه وسجن بقلعة دمشق. وعندما عاد برقوق للحكم مرة أخرى، أخرجه من سجنه وعينه وصياً على ابنه فرج. وعندما قامت الثورة من جديد ضد فرج بن برقوق وأيتمش، خرج الأخير من مصر إلى الشام، وحبس بالقلعة بدمشق ثم ذبح في سجنه في 14 شعبان 802هـ.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *