google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

“زوجات النبيﷺ””ماريا القبطية”

كتبت سلوي محسن 

هي ماريا بنت شمعون المصرية ولدت رضي الله عنها في صعيد مصر

وكان أبوها قبطي وأمها مسيحية رومية..

وقد إنتقلت في شبابها إلى بيت المقوقس ملك مصر..

 

و كان النبي صلى الله عليه و سلم قد أرسل حاطب بن ابي بلتعة يحمل رسالة ، إلى المقوقس فكان رد المقوقس…

 

أما بعد فقد قرأت كتابك و فهمت ما ذكرت و ما تدعو إليه

 

و قد علمت أن نبياً قد بقي و كنت أظن أن يخرج بالشام

 

و قد أكرمت رسلك و بعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم

 

و كسوة و مطية لتركبها و السلام عليك…

 

ودفع المقوقس بالكتاب إلى حاطب معتذراً بما يعلم من تمسك القبط بدينهم..

 

و موصياً إياه بأن يكتم ما دار بينهما فلا يسمع القبط منه حرفا واحداً

و كانت الجاريتين هما ماريا و أختها سيرين كما أرسل المقوقس

عبد أسمه مأبور والف مثقال ذهب

وعشرين ثوبا لينا من نسيج مصر..

 

و بغلة شهباء و بعض من عسل بنها و بعض العود و المسك..

وفي طريق عودة حاطب إلى المدينة عرض على ماريا وأختها الإسلام

 

ورغبهما فيه، فأكرمهما الله بالإسلام

وصل الركب الى المدينة سنة سبع من الهجرة وقد عاد النبي صلى الله عليه و سلم..

 

من الحديبية بعد ان عقد الهدنة مع قريش وتلقى هدية المقوقس

و اصطفى النبي صلى الله عليه وسلم ماريا

 

واهدى سيرين الى شاعره حسان بن ثابت..

 

كان رسول الله صل الله عليه و سلم يهتم بالسيدة ماريا اهتماما كبيراً

 

وقالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها : ما غرت من إمرأة كما غرت من ماريا.

و ذلك انها كانت جميلة..

و لا تخفى المقارنة بين السيدة ماريا رضي الله عنها و السيدة هاجر

 

التي كانت ايضا هبة لإبراهيم صلى الله عليه و سلم فاكرمها الله تعالى

 

بأمومتها لإسماعيل عليه السلام و ما أن جاء العام الثاني للسيدة ماريا

 

في بيت النبوة الا وقد شعرت بوادر الحمل فأشرق وجه النبي صلى الله عليه و سلم و سرعان ما سرت البشرى أن المصطفى صلى الله عليه و سلم ينتظر مولوداً له من ماريا القبطيه..

 

وكانت السيدة ماريا رضي الله عنها تسكن في منطقة العالية بضواحي المدينة..

 

حيث الخضرة احتراما لكونها جاءت من بلاد النيل حتى لا تشعر بوحشة

 

وكان صلى الله عليه و سلم يسهر عليها يرعاها في حملها

 

حتى وضعت رضي الله عنها فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم إليها

احتضن ابنه

 

ثم خرج للمسلمين و قال لهم : ان الله رزقني غلاما وقد أسميته على أسم أبي إبراهيم

 

واختار النبي صلى الله عليه و سلم مرضع لولده و جعل في حيازتها قطعة من الماعز كي ترضعه بلبنها اذا شح ثدياها..

 

وإكراماً للسيدة ماريا رضي الله عنها و إبنها إبراهيم عليه السلام قفد اوصي

 

رسول الله صل الله عليه و سلم المسلمين خيراً بشعب مصر

 

فقال صلى الله عليه و سلم : انكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط

 

فاستوصوا بأهلها خيرا فان لهم ذمة و رحماً

[ صحيح مسلم]

 

لمـارية رضي الله عنها شأن كبير في الآيات المباركة وفي أحداث السيرة

 

النبوية. “أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية،

 

وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم

وقد توفي الرسول وهو راض عنها

التي تشرفت بالبيت النبوي الطاهر وعدت من أهله

 

وكانت مـاريا شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول صل الله عليه

وسلم كما عرفت بدينها وورعها وعبادتها

توفت في ربيع الأول من العام التالي لوفاة إبنها إبراهيم عليه السلام

 

حتى توفي رسول الله صل الله عليه و سلم و عاشت السيدة ماريا

 

بعد وفاة رسول الله صل الله عليه و سلم خمس سنوات عاشتها

 

في عزلة عن الناس لا تكاد تلقى غير أختها سيرين و لا تكاد تخرج

 

الا لكي تزور قبر الحبيب بالمسجد او قبر ولدها بالبقيع

وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يحشد الناس لجنازتها ثم صلى عليها

 

و دفنت رضي الله عنها بالبقيع..

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *