google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

الاستشفاء بالقرآن الكريم..علاج للقلوب و الأبدان 

هنا إبراهيم

الإنسان يكون صحيحاً إذا كان على الحال التي خلقها الله عليها في بدنه وروحه، فإذا خرج عن الحال التي فطر الله العباد عليها اعتل بدنه واعتلت روحه، واحتاج إلى معالجة حتى يتعافى بعودته إلى الخلقة السوية وخير ما تعالج به الأمراض هو الاستشفاء بالقرآن الكريم، وقد دل على أن القرآن شفاء نصوص من القرآن الكريم:

 

ـ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس، آية : 57). أي: من الشبه والشكوك، وهو إزالة ما فيها من دنس.

 

ـ وقال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾ (الإسراء، آية : 82). يقول تعالى عن كتابه الذي أنزل على محمد وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد إنه شفاء ورحمة للمؤمنين، أي يذهب ما في القلوب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيع وميل، فالقرآن الكريم يشفي من ذلك كله.

 

اقرأ أيضا:

سحر صلاة العشاء في رمضان

لا تتخذ القرآن مهجورا

ـ وقال تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾ (فصلت، آية : 44).

 

والقرآن الكريم ينفرد بمعالجة أمراض النفوس والقلوب دون سواه وعملية إصلاح النفس البشرية أطلق عليها القرآن “تزكية النفس” وعملية إفساد هذه النفس سماها “بتدسية النفس” وأقسم الحق سبحانه وتعالى أقساماً سبعة في مطلع سورة الشمس على أن المفلح من زكى نفسه، والخائن الخاسر من دساها، قال تعالى: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا *وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ (الشمس، آية : 1 ـ 10).

 

وقال في موضع آخر: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى﴾ (الأعلى، آية : 14). وقال لموسى عندما أرسله إلى فرعون: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾(النازعات، آية : 17 ـ 19).

 

ولما كان القرآن هو طب القلوب ودواؤها وبه تتحقق تزكية النفوس والأرواح، فإنه بمثابة الروح لأرواحنا والنور لبصائرنا : ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا  إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا﴾ (الشورى، آية : 52).

 

فقد وصف الله عز وجل الوحي بوصفين: الأول: أنه روح، والثاني: أنه نور، وبالروح تكون الحياة وبالنور تكشف الظلمات، ولذا فإن الله يحيي بهذا القرآن من ماتت قلوبهم وعميت بصائرهم بالكفر والضلال ” أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا” (الأنعام، آية : 122).

 

وأمراض القلوب التي أنزل القرآن شفاء لها نوعان:

 

أمراض شبهات تجعل الإنسان في حيرة وقلق وضياع، وأمراض شهوات، فأمراض الشبهات مذكورة في مثل قوله تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً﴾ (البقرة، آية : 10).

وأمراض الشهوات مذكورة في قوله تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ (الأحزاب، آية : 32).

وهذان النوعان من أمراض القلوب أصل فساد العبد وشقائه في معاشه ومعاده، وشقاؤه في معرفته لربه واستقامته على طاعته، والبعد عما نهى عنه وحذر منه، إن أكثر أمراض النفوس تأتي من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء فالشيطان يستعين على بلوغ غرضه من الإنسان بالنفس الأمارة بالسوء وليس من طريق للخلاص من الشيطان إلا بالالتجاء إلى الله وقد علمنا الله أن نلجأ إليه دائماً ونحتمي من نزغات الشيطان. (دراسات فقهية في قضايا طبية ، عمر الأشقر، محمد عثمان شبير، د. عارف علي عارف، 1/ 13)

 

﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾ (المؤمنون، آية : 97 ـ 98).

 

وقال تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ﴾ (الناس، آية : 1 ـ 6).

 

أ ـ من يذهب إلى أن النصوص عامة في أمراض القلوب والأبدان:

 

ويذهب جمهور علماء أهل السنة إلى أن النصوص المقررة لكون القرآن شفاء عامة في أمراض القلوب والأبدان، ولهذا الشفاء شروط لتحققه وفي ذلك يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: قال الله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الإسراء ، آية : 82).

 

والصحيح أن (مِنَ) هنا لبينان الجنس لا التبعيض، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ﴾ (يونس ، آية : 57).

 

فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدوار القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ويوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب، والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحماية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه.

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *