المحطة جريدة إليكترونية شاملة
كتب- سيد بدران
يعتبر تمثال “كا عبر” من أروع تماثيل الدولة القديمة واكثرها شهرة وقيمة ، تم اكتشافه عام ١٨٦٠ على يد الأثري الفرنسي “أوجست مارييت” وقد اطلق عمال الحفر عليه اسم ( شيخ البلد) ، لتشابهه في الشكل مع شيخ بلدتهم ومن ثم كان اسمه هذا ، لكنه في واقع أمره يسمى “كا- عبر” و الذي كان رئيس للكهنة ومرتلا للصلوات للمتوفي في المعابد والمصليات الجنزية .
وتمثال شيخ البلد من خشب الجميز يبلغ طوله ١١٢ سم ، وتتجلى براعة الفنان المصري القديم في نحت تلك القطعة الفنية الرائعة الجمال ، فيظهر التمثال من خلال وضعه على ما كان عليه من مكانة ومهابة ، بريق عينيه يتضح من خلال عينيه المرصعتين بالكريستال البللورى ، البياض من الكوارتز ، حدقة العين من مسمار أسود ، الجفن مطعم بالنحاس وكأنه حي! .. ونرى الراس مستدير بشعر قصير مرتديا نقبه طويلة إلى ما بعد الركبة معقودة عند الوسط فوق بطن ممتلئ ، بهيئة طبيعية بما له من “كرش” ومظاهر السمنة البادية عليه دليل على العز أو مكانة صاحب التمثال الاجتماعية ويمسك بيده عصى فقدت ووضع مكانه أخرى حديثة وهي تدل على القيادة ، ويقدم قدمه اليسرى كنوع من العسكرية أو الجدية ، حيث كان يشغل ” كا عبر “وظيفة كاهن حتى وصل إلى حاكم إقليم ، كما سنجد الذراعين منفصلين الى الكتف بأوتاد باديه على الصدر مثلما كان متبعا فى اسلوب نحت التماثيل الخشبية .
هذا ولشيخ البلد تماثيل أخرى هو وزوجته من الخشب أيضا … وهكذا كانت دقة وبراعة الفنان المصري القديم
