google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

عبد المنعم ابراهيم ايقونة السعاده والبهجة وكان يا ما كان

كتب-محمد السمان

اشتهر بـ«إيفهاته» المضحكة، وأصبح عند المصريين والعرب أيقونة السعادة والبهجة ، أدخل السرور في كل بيت وحتى بعد مماته لا تزال الأجيال الجديدة تغرق في موجة من الضحك بسبب أدواره الكوميدية ،

 

ولكن أحيانًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فحياته الشخصية كانت مليئة بالأزمات والمواقف الصعبة.

 

هو عبدالمنعم ابراهيم محمد حسن الدوغبشي، وُلد في 24 أكتوبر 1924، في محافظة بني سويف ، وجذوره من بلدة ميت بدر حلاوه محافظة الغربية عاش مع أسرته في قرية ميت بدر حلاوة بمحافظة الغربية، وانتقل معهم للإقامة في حي الحسين بالقاهرة.

 

والده كان يحب مشاهدة مسرحيات علي الكسار في شارع عماد الدين، وكان يصحب معه عبدالمنعم ابراهيم وقت أن كان عمره 9 أعوام.

 

في المرحلة الابتدائية شارك «عبدالمنعم ابراهيم» في كل العروض المسرحية لفريق التمثيل بمدرسته، وأدى مسرحية «إذاعية» ألفها مدرس اللغة العربية، وحصل حينها على كتاب «أئمة العلم والاختراع» كنوع من التكريم له وفي الثانوية انضم إلى فرقة مسرحية للهواة أسسها الفنان عبدالمنعم مدبولي وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية للصناعات الزخرفية ، وبعدها عمل موظفًا في وزارة المالية وبجانب وظيفته انضم عبدالمنعم ابراهيم إلى فرقة «زكي طليمات» بعد التحاقه بمعهد الفنون المسرحية عام 1945، وشارك في مسرحيات «مسمار جحا» و«ست البنات»، وغيرهما.

 

حصل عبد المنعم ابراهيم علي بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1949م،

 

كانت اللجنة التي تختبر عبدالمنعم ابراهيم في معهد الفنون المسرحية مكونة من زكي طليمات، ويوسف وهبي، ونجيب الريحاني، ومحمد حسن، وجورج أبيض، وأدى أمامهم دورًا من مسرحية «عبدالستار أفندي» في عام 1947، كان الظهور الأول لعبدالمنعم ابراهيم على خشبة المسرح بأدائه مسرحية «الجامعة العربية» في مدينة طنطا.

 

وبعد إعجاب الجمهور بأداء عبدالمنعم ابراهيم في عرض «الجامعة العربية» أعفاه زكي طليمات من أداء الامتحان النهائي في الصف الثاني بمعهد الفنون المسرحية.

 

كان المثل الأعلى لعبدالمنعم ابراهيم هو زكي طليمات، كما أحب «شارلي شابلن» و«أنتوني كوين»، إضافةً إلى نجيب الريحاني، وفق ما ذكرته ابنته سمية.

 

استقال عبدالمنعم ابراهيم من عمله الحكومي عام 1955، وتفرغ للتمثيل فيي مسرح الدولة وانضم إلى فرقة «إسماعيل يس» المسرحية في عام 1954، وقدم معها مسرحيات «معركة بورسعيد»، و«تحت الرماد»، و«الخطاب المفقود»، و«جمهورية فرحات»، وتركها بعد شهر واحد، وبرر ذلك في تصريح له: «حسيت إن أنا مش ده المجال اللي يقدر يعيشني أو أؤدي فيه اللي أنا عايز أقوله».

 

اشتُهر عبدالمنعم ابراهيم بأدائه الأدوار الثانوية في السينما، ومن أبرزها أفلام «إسماعيل يس في الأسطول»، و«عشاق الليل»، و«موعد مع إبليس».

 

في عام 1958، أدى عبدالمنعم ابراهيم أول بطولة له من بوابة فيلم «أيامي السعيدة»، ثم «سر طاقية الإخفاء» في 1959، و«سكر هانم» في 1960، كما شارك في بطولة فيلم “بين السما والأرض” للمخرج صلاح أبو سيف .

 

كان عبدالمنعم إبراهيم يرفض المشاركة في فيلم «سكر هانم»، خوفًا من تأديته شخصية امرأة وأن يلقبه الناس بهذا الدور، إلا أن كمال الشناوي قال له: «دانت بطل للفيلم، دانت ست راجل، يعني إنت بردو بتتعامل إنك راجل»، وذلك وفق ما روته سمية عبدالمنعم إبراهيم في لقاء تليفزيوني.

 

قدم عبدالمنعم ابراهيم عدد من الأدوار الهامة في الستينات، مثل أفلام «بين القصرين» ، “قصر الشوق” ، و«السكرية»، و«إشاعة حب»، و«ميرامار» «ليس الضحك للضحك» هو المبدأ الذي سار عليه عبدالمنعم ابراهيم وأكد عليه في لقاء تليفزيوني قديم، وقال إنه يؤدي «الضحك بهدف»، وهو أرقى الفنون، من وجهة نظره.

 

لم يختر عبدالمنعم ابراهيم أن يقدم الأدوار الكوميدية في مسيرته الفنية، وهو ما أوضحه في لقاء تليفزيوني، موضحًا أنه خلال عرض مسرحية «الجامعة العربية» قاطعه الحضور 6 مرات خلال إلقائه 12 بيتًا شعريًا، رغم أن الشخصية التي كان يجسدها تتسم بالجدية، وفق روايته.

 

بلغ رصيده حوالي 300 فيلماً، وقدم عبد المنعم ابراهيم عدد كبير من الأفلام المتميز من أشهرها “السفيرة عزيزة، جواز في خطر، الانتقام، إشاعة حب، بين القصرين”، “قصر الشوق”، “القاهرة 30″ ، حافية على جسر من الذهب” ، “جفت الدموع” ، “الوسادة الخالية” ، “الزوجة الثانية” .. وغيرها الكثير .

 

قدم عبد المنعم ابراهيم في التليفزيون ما يقرب من 50 مسلسلا منها “زينب و العرش، أولاد آدم، الشهد والدموع، لا إله إلا الله”، “ابو العلا البشري” .. وغيرها الكثير من الأعمال الفنية الناجحة .

 

تزوج عبدالمنعم ابراهيم 4 مرات، الأولى كانت في عام 1950 من قريبة أحد أصدقائه، وأنجب منها 4 أبناءهم سلوى وسهير وسمية وطارق .

 

صرح الفنان عبد المنعم إبراهيم في إحدى اللقاءات التليفزيونية له أنه كان يصور أحد الأفلام في اليونان، وقد تلقى اتصالًا هاتفيًا يخبره أن زوجته مريضة جدًا وتود أن تراه قبل أن تموت ، لكن المفاجأة الصادمة، أن الطائرة تعطلت 17 ساعة، واصفًا ذاك الوقت بأنه من أصعب لحظات حياته، وعند حضوره للقاهرة، أخبره الطبيب أن زوجته لن تعيش أكثر من 6 أشهر.

 

عانى عبدالمنعم إبراهيم، خلال فترة مرض زوجته الأولى، بعد أن أخبره الطبيب بأنها ستعيش 6 أشهر فقط، ويقول عن تلك الفترة: «كنت بنام وما بنامش.. بنام صاحي.. أصحى أقوم أخرج على البلكونة.. أرجع عاوز أزعق.. عايز أقول ليه يا رب»، موضحًا أنه كان مطالبًا بأداء الأدوار الكوميدية حينها رغم هذه الظروف السيئة.

 

بعد وفاة زوجته بعامين توفي أخيه عن عمر 35 سنة، تاركًا له 6 أبناء ووالدتهم، ليجد نفسه يعول أسرة مكونة من 11 فردًا، في حياة وصفها الفنان عبد المنعم ابراهيم بـ”المأساة ، ثم تزوج بعد رحيل زوجته، من شقيقتها التي كانت مُطلقة ولا تُنجب، إلا أنه طلقها عقب يومين فقط، نظرًا للتشابه الكبير بينها وبين أختها، موضحًا أنه لم يستطع العيش مع هذا التشابه.

 

تعرف الفنان عبد المنعم إبراهيم على زوجته الثالثة اللبنانية عايدة تلحوم، التي أنجب منها نيفين ولكن القدر كتب أن تموت عايدة بسرطان الطحال.

 

بعد وفاة زوجته الثالثة حاول الفنان عبد المنعم إبراهيم أن لا ييأس وتزوج للمرة الرابعة من الفنانة كوثر العسال واستمرت معه 20 عام حتى وفاته .

 

رغم كل المحن التي مر بها الكوميديان الراحل إلا أن الحياة أبت أن تتركه سعيدا، فيذكر أن أصعب فترة في حياة عبد المنعم إبراهيم عندما توفى ابنه “طارق” في عمر الـ37، بسبب المرض الخبيث.

 

اشترط عبدالمنعم ابراهيم على أولاده الدراسة في معهد الفنون المسرحية، في حال رغبة أي منهم اقتحام الساحة الفنية، وفق رواية ابنته سمية.

 

رفض عبدالمنعم ابراهيم أن يشتهر باسم «عبدالمنعم الدوغبشي»، رغم مطالبة والده له بذلك، مكتفيًا بـ«عبدالمنعم إبراهيم»، وفق روايته.

 

اعترف عبدالمنعم ابراهيم بأدائه أعمالًا دون المستوى، معلقًا: «عملت أعمالًا غير راضٍ عنها إطلاقًا وكنت بضرب نفسي»، موضحًا أنه أدى بطولة فيلم باسم «حكاية كل يوم»، لكنه «اتركن»، وفق تعبيره.

 

. «شارلي شابلن العرب» هو اللقب الذي أطلقه المتابعون على عبدالمنعم ابراهيم، لكنه يحب أن يسموه بـ«الأكاديمي»، وبرر ذلك في حوار تليفزيوني له: «أنا سعيد جدًا بهذه الكلمة، وأتمنى أن أفضل أكاديمي إلى آخر يوم في حياتي، لأنه معناه إني بقدم كوميديا راقية إنسانية، بتنبع من مشاكل المجتمع» خلال فترة تواجده بالخليج كان يناديه المعجبون بـ«عم آدم»، نسبة إلى دوره في مسلسل «أولاد آدم» عام 1986، وكان سعيدًا بالأمر، وفق ما روته ابنته، إلا أن العمل تم عرضه بعد وفاته في مصر.

 

حصل عبدالمنعم ابراهيم على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983، وعلى درع المسرح القومي الذهبي بعد وفاته.

 

أوصى عبد المنعم ابراهيم أن تخرج جنازته من المسرح القومي، ووصف البعض الوصية وقتها بـ”الغريبة”، بالإضافة إلى أن يدفن في مسقط رأسه بالغربية ، حسبما ذكرت أبنته سمية في أحد اللقاءات التلفزيونية .

 

توفي عبدالمنعم إبراهيم في 17 نوفمبر عام 1987، عن عمر ناهز 62 عامًا، وتم دفنه في قرية ميت بدر حلاوة بالغربية.

 

حرم الموت الفنان عبدالمنعم إبراهيم من أداء مسرحية «البخيل» لـ«موليير» على خشبة المسرح القومي، بعد أن اتخذت الفنانة سميحة أيوب، مديرة المسرح القومي حينها، الإجراءات اللازمة لتحضير هذا العمل.

المصدر المصري اليوم

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *