google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

الفنان عبد الوارث عسر عاشق اللغة العربية وكان يا ما كان

متابعة – محمد السمان

الفنان عبد الوارث عسر من مواليد “الدرب الأحمر” بحى الجمالية فى 16 سبتمبر 1894، أصول والده ريفيه من “الدلنجات” محافظة البحيرة حفظ القرآن الكريم منذ الصغر وتعلم تجويده، وهو الأخ الأكبر لشقيقين هما الفنان “حسين عسر” والممثل المعروف على شاشات السينما و “سنية “. تدرج عبد الوارث عسر فى التعليم حتى حصل على البكالوريا فى مدرسة التوفيقية الثانوية بنين، وكان وقتها شغوفاً بمشاهدة العروض المسرحية ويرغب فى دخول مدرسة “الحقوق” كوالده الشيخ “على عسر” الذى كان محامياً وصديقاً مقرباً من الزعيم “سعد زغلول”، وعند دخول الإنجليز مصر رفض أن يستمر فى المهنة لرفضه التعامل مع سلطات الاحتلال.

بعد وفاة والده ساعده الزعيم “سعد زغلول” فى الالتحاق بوزارة المالية فى وظيفة “كاتب حسابات” واستقال فى سن 40 عاماً للتفرغ للفن، وانتقل للإقامة بحى الدقى.
عاش حياته شخصية منظمة ومرتبة جداً وحجرته كانت صومعته التى لا يستطيع أحد الإقتراب منها سوى زوجته فقط، وفى الفتره الأخيرة من حياته ضعف بصره فكنت أقرأ له الكتب والسيناريوهات.

عاش عاشقاً للغة العربية وكان متفقاً فيها، وكذلك الشعر والأدب، فإلتحق عام 1912، بفرقة “جورج أبيض” وكان أول دور له فى مسرحية “الممثل كين” والذى دربه على التمثيل “منسى فهمى”، وكان يؤدى مع فرقة “جورج أبيض” الأداء الكلاسيكى .. الأمر الذى لم يكن يروق له، لذلك اتجه إلى فرقة “عزيز عيد وفاطمة رشدى” حيث الطبيعية فى الأداء وهو من رواد هذه المدرسة، وهناك التقى بالمخرج ومدير الفرقة “عمر وصفى” الذى وجهه إلى أداء شخصية الأب رغم أنه كان فى مقتبل العمر لم يتعد الــ 20 عاماً، وقال له إن هذا الدور هو الذى سيبقى وفيه استمرارية .. فظل عجوزاً فى جميع أعماله .. وقد استمر فى المسرح وأسس مع “سليمان نجيب” فرقة “أنصار التمثيل” وكانوا يقومون بترجمة المسرحيات من الإنجليزية والفرنسية، كما كتب مع “سليمان نجيب” أربع مسرحيات والعديد من التمثيليات الإذاعية – قدم أيضاً المئات من الافلام وكتب العديد من السيناريوهات إلى أن جاءت “أم كلثوم” وقدم معها تمثيلاً وكتابة سيناريو فى فيلمى “سلامة” و “عايدة” وبعدها جاءت مرحلة الانتشار السينمائى فقدم “دموع الحب” و”يوم سعيد” و “حب فى الظلام” مع فاتن حمامة عام 1953، وفيلم “عيون سهرانة” مع شادية 1956، و”شباب إمرأة” مع تحية كاريوكا، و”صراع فى الوادى” و “الأستاذة فاطمة”.

عاش يقرأ فى حجرته بهدوء وتركيز عال جداً، ولا نغفل دوره فى فيلم “ليلة من عمرى” كان يؤدى مشهد الأب الذى أصيب بشلل فكان وهو جالس فى المنزل يدرب نفسه على الدور وكأنه أصيب فعلاً بالشلل.

وكان يكتب فى الستينيات فى جريدة الشعب يوميات عبارة عن مقالات حوارية بطلها “الشيخ خميس” الذى كان يناقش مشاكل الشعب عن طريق مواقف تحدث له، وكذلك كان يكتب بعض القصائد الزجلية التى من خلالها أرخ لأحداث حرب أكتوبر كاملة واستمرت بعد الحرب ايضاً .

وكان أول فيلم قام بتمثيله كان “يحيا الحب” مع “محمد عبد الوهاب” والتصوير فى فرنسا ومن هنا بدأت علاقته به وبالمخرج “محمد كريم” وانطلق بعده إلى تقديم سلسلة أفلام “عبد الوهاب” وكان يكتب السيناريوهات الخاصة بها.

ومع ذلك رفض أن يشاركه فى فيلم “رصاصة فى القلب” عام 1944، ولكن عبد الوهاب كان يعتبره تميمة نجاحه فطلب منه أن يضيف للسيناريو دوراً له واختار دور الشحات الذى كان موجوداً فى السيناريو بالفعل، وكان مشهداً صغيراً جداً،
وعاش طيلة حياته يطلبه “رمسيس نجيب” لتدريب الوجوه الجديدة على التمثيل أمثال سميرة أحمد ونادية لطفى وآمال فريد وماجدة الخطيب وذلك بدون مقابل مادى، وكان يعطيهن هذه الدروس فى منزله. وانجب فى حياته بنتان فقط هما “لوتس” و “هاتور” وتلك التسميه التركيه كانت منتشرة فأراد أن يكسر القاعدة ويسمى أسماء فرعونية فاختار “لوتس” و “هاتور”. و حصل على جوائز كثيرة جداً وتكريمات من “الملك فاروق”، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر، وجائزة الدولة التقديرية، ووسام الفنون من الرئيس السادات، وكانت هناك جوائز كثيرة وبعد وفاته كرمته مصر بصدور طابع بريد بصورته واسمه. وحصل على جائزه عن سيناريو فيلم “جنون الحب”. وكان اخر افلامه مع المخرج “عاطف سالم” ومعه هالة فؤاد وفريد شوقى و فى التليفزيون فقدم “أحلام الفتى الطائر” مع “عادل إمام” ولكن اهم ما تركه قبل وفاته هو تسجيل القرآن الكريم كاملاً مجوداً بصوته لصالح إحدى شركات الإنتاج، وللأسف فإن هذا التسجيل النادر لم يرى النور برغم حلاوة صوته وهو يقرأ القرآن الكريم. وعاش عبد الوارث عسر له شخصية قوية وفى نفس الوقت هو رجل عطوف حنون، مثل الأدوار كان يؤديها فى كل أعماله ، وهو شخصية متدينة جداً يتعامل مع كل شىء من الجانب الدينى أولاً وبعد ذلك يأتى أى شىء آخر. وعندما توفيت زوجته فى 3 مايو 1979، وكانت بنت خالته ويحبها جداً ومرتبطاً بها إلى أقصى درجة، وبعد وفاتها حزن حزناً شديداً عليها ودخل على آثرها المستشفى فى شبه غيبوبة كاملة ، وظل فترات طويلة بمستشفى “المعادى للقوات المسلحة” وأمر الرئيس السادات بعلاجه على نفقة الدولة..

وقد وافته المنيه فى 22 ابريل 1982.رحمه الله و اسكنه فسيح جناته

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *