google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

“حارة برجوان”

كتبت- بوسي عواد

هي حارة تقع في حي “الجمالية” ، عند “باب الفتوح” ، متفرعة من شارع “المعز”.

ويرجع سبب تسميتها بذلك “لأبي الفتوح برجوان” كبير خدمة الخليفة الفاطمي “العزيز بالله” ، والذي أصبح بعد ذلك مدبر أمور الحكم في عهد إبنه الخليفة الفاطمى “الحاكم بأمر الله”.

 

تعود بداية القصة حينما قام “برجوان” بتولي أمور حكم البلاد كونه وصيا على الخليفة (الصبي في هذا الوقت) “الحاكم بأمر الله”.

ولكنه لم يكتفي بكونه وصيا على الخليفة ، فإنفرد لنفسه بمقاليد الحكم ، بل وأخذ لنفسه البيعة ، ثم تولى شئون الدولة وكوّن لنفسه طائفة خاصة من الجند والمماليك.

 

ثم تلطَف ب”إبن عمار” ، ومنحه إقطاعاته التي كانت له من قبل ، واشترط عليه الطاعة.

وبذلك إستمال إليه المغاربة أيضا ، على أن “برجوان” سرعان ما جنح للطغيان والإستبداد ، فكان يعتبر نفسه الخليفة الحقيقى.

 

وصار يستصغر خليفته “الحاكم بأمر الله” كما أنه إستغل منصبه في تكوين ثروة ضخمة ، هذا بالإضافة إلى إنشغاله باللهو والملذات ، مما أدى إلى إنصرافه عن شؤون الدولة التي تعطلت وفسدت من جراء ذلك.

 

كان موقع هذه الحارة في العصر الفاطمي بالقرب من الميدان المجاور للقصر الغربي الصغير ، ويعرف بحي “الخرتشف” وتم تحريف الإسم بعد ذلك ليصبح الإسم المتداول بين الناس “حي الخرنفش”.

 

تحتوي الحارة على آثار فريدة وتاريخية ، ومنها:

“بوابة برجوان” ، و”جامع أبو بكر مزهر” ، و”زاوية نور الدين جولاق”.

 

“برجوان” أيضا هي الحارة التي نشأ فيها المؤرخ المصري “تقي الدين المقريزي” (صاحب كتاب”الخطط المقريزية”).

ويقال أنه كان فيها مدفن “إبن بدر الدين الجمالي” ، وأنه تم هدمه وبناء مسجدًا صغيرًا عليه.

كما كان يوجد بها قصر الخديو “عباس حلمي الأول” وتم هدمه ، وتم تشييد مدرسة ثانوي صناعي حاليًّا في مكانه ، بجانب المساكن الشعبية التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي.

 

وكان يسكن بها أيضا أمير الجيوش “بدر الدين الجمالي” ، ويقع فيها مدفنه أيضًا.

وتنتهي “حارة برجوان” من الجهة الغربية بحارة “الشعراني” (وهي الحارة التي نشأ فيها المطرب والموسيقار الكبير “محمد عبد الوهاب”).

 

قام الأمير “سليمان أغا السلحدار” بتجديد بوابة الحارة في عام 1829م ، وذلك أيام الوالي “محمد علي باشا” ، وتعلوها لافتة بعنوان “سكة برجوان” وكانت قديمًا تغلق تلك البوابة على سكانها بعد صلاة العشاء بواسطة حارس البوابة.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *