google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

عصر المماليك في مصر

كتبت- رباب مصطفي

قبل تأسيس دولة المماليك في مصر كان المماليك عبارة عن مجموعة كبيرة من العبيد. قام أمراء الأيوبيين باستقدامهم من عدة أماكن منها بلاد ما وراء النهر وبعض الدول الأوروبية. وقد تم شراء جزء كبير منهم عبر أسواق النخاسة التي كانت تنتشر في تلك الفترة. كما تم أسر جزء منهم من الحروب التي كانت تشتعل في كثير من البلاد العربية وغير العربية.

في الحقيقة تم تربية المماليك منذ الصغر على العقيدة الإسلامية، وتعلموا اللغة العربية. بالإضافة إلى تعلم بعض المهارات مثل الفروسية وكافة فنون القتال.

أصبح المماليك حكام مصر وأجزاء كبيرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقد حكموا لأكثر من 250 عاماً.
قامت دولة المماليك في مصر بعد انتهاء حكم الأيوبيين. وكانت شجرة الدر آخر من تولى الحكم وهي زوجة السلطان نجم الدين أيوب.

عُرف عهد المماليك باسم عهد دولة المماليك البحرية وعهد الدولة البرجية.

مع أنّهم كانوا عبيداً، إلا أن المماليك كانوا متميزين للغاية. وأصبح بعضهم من كبار المسؤولين الحكوميين والمحافظين والإداريين وقادة الجيش في العهد الأيوبي.
شهدت فترة حكم الأيوبيين لمصر الاعتماد الكبير على المماليك في كافة الحروب التي خاضوها. على الرغم أن عدد المماليك كان محدوداً بشكل ملحوظ. ولكن خلال فترة حكم الملك الصالح وهو لقب الملك نجم الدين أيوب أقدم على شراء الكثير من المماليك؛ بسبب ما حدث في صفوف جيشه من الأكراد وتعرضه إلى الخِذْلان من قبلهم. وخلال فترة حكم المماليك لمصر شهدت معارك كثيرة ضد القوى المسيطرة في تلك الحقبة وهم الصليبيون والتتار على حد سواء.

تعد معركة عين جالوت أحد أشهر المعارك على مر التاريخ. التي تمكن من خلالها سيف الدين قطز من القضاء على التتار التي عجز عن صدهم كل من الدولة العباسية والخوارزمية على حد سواء. كما شهدت تلك الفترة أيضًا استعادة مدينة عكا من الصليبيين، وذلك خلال عهد صلاح الدين خليل.

بعد انتهاء فترة حكم الأيوبيين لمصر. تمكن المماليك من الوصول إلى حكم مصر، بالإضافة إلى حكم كل من الشام والعراق ومناطق من الحجاز على حد سواء. وقد تمكنت دولة المماليك في مصر والشام من أن ترفع راية الإسلام لمدة 3 قرون. وبعدها تمكنت الدولة العثمانية من السيطرة على الحكم. وتمكن السلطان سليم الأول من ضم كل من مصر والحجاز والشام إلى دولته بعد سلسلة من الحروب المملوكية العثمانية.

تمكن السلطان نجم الدين أيوب من توطيد الحكم من خلال مساعدة المماليك. وقد عمل خلال تلك الفترة إلى إسناد كل ما يتعلق بالجيش إلى كل من أقطاي والظاهر بيبرس. وخلال أواخر أيام نجم الدين اشتد عليه المرض، وتوفي في المنصورة. ولكن زوجته شجرة الدر قد أخفت خبر الوفاة، وأرسلت على الفور إلى نجله توران شاه الذي تمكن من تحقيق نصر كبير على الصليبيين بمساعدة من المماليك.

ولكن توران شاه لم يتوقف عند ذلك الأمر، بل قد حاول التخلص من شجرة الدر. لكنها كانت قد سبقته واتفقت مع المماليك وتخلصت منه، وبوفاته انتهى عصر الدولة الأيوبية.

بعد قتل توران شاه أصبح الحكم تحت إمرة شجرة الدر بدعم كامل من قبل المماليك البحرية. وعلى الرغم من ذلك لم يعجب الأيوبيون في بلاد الشام والعباسيين في العراق بحكم شجرة الدر للبلاد. وقد بحث المماليك عن الشرعية في حكم شجرة الدر؛ مما دفعها بالزواج من عز الدين أيبك في تلك الفترة. ومن ثم قامت بالتنازل له عن الحكم لزوجها بعد فترة حكم دامت لمدة 80 يوماً.

وقد نجد أن عصر دولة المماليك في مصر قد تم تقسيمه إلى عهدين وهما:

العصر الخاص بدولة المماليك البحرية والمعروفة باسم مماليك الملك الصالح الملك نجم الدين أيوب.
عصر الجراكسة أو البرجية كما أطلق عليهم البعض، وكل من العصرين قد اتخذوا من القاهرة عاصمة لهم.

يعتبر المماليك البحرية هم المماليك الذين يتبعون الملك الصالح. وقد قام ببناء قلعة مجاورة له توجد في جزيرة الروضة في نهر النيل. لذلك أطلق عليهم العامة في تلك الفترة المماليك البحرية. وقد استمرت فترة المماليك البحرية منذ عام 648 هجرية وحتى عام 784 هجرية. وقد حكم دولة المماليك في مصر من المماليك البحرية تلك الفترة أكثر من 27 سلطاناً معظمهم من أسرة السلطان قلاوون والظاهر بيبرس.

يعتبر عز الدين أيبك أول من حكم من دولة المماليك البحرية. ومن بين أبرز السلاطين هو سيف الدين قطز الذي تمكن من هزيمة التتار في معركة عين جالوت، بالإضافة إلى الظاهر بيبرس الذي تمكن من حكم البلاد لمدة 17 عاماً. وقد تميزت تلك الفترة بكثرة قتل السلاطين وخلعهم من الحكم.

تم جلب المماليك البرجية من البلاد المُطلة على البحر الأسود التي كانت تعاني من صراعات عدة في تلك الفترة. الأمر الذي دفع بأبناء تلك المنطقة للدخول إلى أسواق النخاسة التي كانت منتشرة بشكل كبير خلال تلك الفترة.

كما تمكن السلطان قلاوون من شراء الكثير منهم في تلك الفترة وأطلق عليهم الجراكسة وقد عرفوا تحت مسمى المماليك البرجية أيضًا. نسبة إلى الأبراج التي كانوا يقيمون بها والموجودة في القلعة.

استمرت فترة حكم دولة المماليك في مصر (البرجية) لفترة كبيرة امتدت من عام 784 هجرية وحتى عام 923 هجرية، وقد شهدت حكم 25 سلطاناً من بينهم حكم السلطان برقوق.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *