في ذكري وفاته.. محطات في حياة “مهندس الكوميديا” يوسف داوود

كتب- ريمون حافظ

يحل اليوم ذكرى وفاة الفنان يوسف داوود الذي رحل عام 2012، صاحب الصوت الغليظ المميز والحواجب الكثيفة والجسم العملاق، الذي تستطيع أن تميزه من بين الآلاف بمجرد أن تسمع صوته، كما أنه صاحب مدرسة خاصة في الكوميديا، ولقب بـ”مهندس الكوميديا”.

ولد الفنان يوسف جرجس صليب الشهير بـ”يوسف داود” عام 1938، بدأ خطواته الأولى في عالم الفن عام 1985، بالرغم من دراسته للهندسة قسم كهربا عام 1960، وعمله فيها لأكثر من 25 سنة، إلا أن شغفه بالسينما جعله يترك مجال الهندسة ويتفرغ للفن عام 1985 حيث التحق بالدراسات الحرة في معهد التمثيل.

قام بالتمثيل في حوالي 40 فيلمًا، بدأها بدور صغير في فيلم “ملف في الآداب” تبعه: زوج تحت الطلب، كابوريا، حنفي الأبهة، الملك لله، بطل من ورق، زكى شان، النمر والأنثى، الذل، سمك لبن تمر هندي، سمارة الأمير، اللقاء الدامي، الفضيحة، لولاكى، أمير الظلام وغيرها.

بالرغم من أنه بدأ متأخرا وفي سن متقدمة، إلا أن الفنان يوسف داود قدم ما يزيد على 186 عملاً بين المسرح والسينما والتليفزيون، وكانت أولى مشاركته في المسرح في مسرحية “زقاق المدق”، قدم بعدها مجموعة أعمال في السينما مع الفنان عادل إمام منها: كراكون في الشارع، أمير الظلام، حنفى الأبهة، الإرهاب والكباب، عمارة يعقوبيان، مرجان أحمد مرجان، كما قدم معه أهم مسرحياته “الواد سيد الشغال “التي استمر عرضها أربع سنوات.

قدم خلال مشواره الفني العديد من الأعمال الدرامية، أشهرها “أنا وأنت وبابا في المشمش، وحكايات زوج معاصر، وجحا المصري، وأين قلبي، وشط إسكندرية، ويوميات ونيس، وعائلة مجنونة جدا، وعبودة ماركة مسجلة، وابن الأردنلي، وعصابة بابا وماما، الدش والمش، وكسبنا القضية.

في عام 2007، قدمه المخرج محمد خان، في صورة مختلفة جديدة لم يعتد عليها الجمهور من خلال فيلم “في شقة مصر الجديدة”، فقدم دور العجوز والمُحب الذي ظل منتظرًا لكلمة من حبيبته مُدرّسة الموسيقى “تهاني”، ويعتبر مشهده في فيلم “عسل أسود” كذلك من أكثر المشاهد المؤثرة في مشواره الفني، رغم ظهوره في دور لم يعتد الجمهور عليه.

وكانت آخر أعماله السينمائية فيلم “الرجل الغامض بسلامته” مع الفنان هاني رمزي، ومسلسل كارتون بعنوان “شغل عفاريت” مع حمادة هلال ومنة شلبي.

وفى أحد اللقاءات للفنان الراحل يوسف داود مع الإعلامية صفاء أبو السعود، كشف أن الراحل فؤاد المهندس قال له في أحدي المرات “أنت عبقري”، ووصف داود شعوره بعد مقولة المهندس حيث قال: “شعرت وكأنني طائر في منطاد أحلق في السماء وأنظر إلى الدنيا من أعلى مثل زيوس، فكون قمة كبيرة مثل العظيم فؤاد المهندس يقول لي أنت عبقرى كان شيئًا عظيمًا بالنسبة لي”.

وفى يوم 24 يونيو عام 2012، توفي الفنان يوسف بعد صراع طويل مع مرض تليف الكبد، الذي أنهك جسده، وألزمه الفراش، وشيعت جنازته في الكنيسة المرقسية، ومنها إلى مسقط رأسه في الإسكندرية، بعد مشوار حافل بالإنجازات الفنية المتنوعة في المسرح والسينما والتلفزيون