google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

“سارة برنار الشرق” الفنانة فاطمة رشدي

كتبت سماح إبراهيم 

ولدت “فاطمة رشدي” يوم 15 نوفمبر عام ١٩٠٨ م في مدينة الإسكندرية حيث عملت مع شقيقاتها بالفن, فقد كانت شقيقتيها رتيبة وأنصاف رشدي تعملان بالتمثيل وشقيقتها “عزيزة رشدي” تعمل في مجال الرقص ، وقد بدأت العمل الفني منذ حداثة سنها عندما أسند لها الفنان أمين عطا الله دورًا في إحدى المسرحيات التي تقدمها فرقته، ومن بعدها تنقلت في العمل بين العديد من الفرق المسرحية، حيث عملت مع عبد الرحمن رشدي ، وسيد درويش وعزيز عيد ويوسف وهبي. و في العشرينات، أتيح لفاطمة رشدي أن تصير بطلة لعدد كبير من المسرحيات، منها: (الصحراء، القناع الأزرق، النسر الصغير، الحرية).

 

اهتم عزيز عيد بها كثيرا و احبها ، ولذا قام بإحضار مدرسين لتعليمها اللغة العربية والقرآن، وفهمت من ذلك أنه يريد أن تكون هي في مستوى ثقافي يناسب مكانته ومكانتها كتلميذة له، وكان يعلمها يوميًا لمدة ساعتين الإلقاء والتمثيل، و كان حريصا على اصطحاب فاطمة رشدي لمشاهدة عروضا تقدمها الفرق الاجنبية التي كانت تأتي مصر ، وجمع لها الروايات التي تحكى تاريخ الإسلام والعرب من تأليف جورجي زيدان «صاحب دار الهلال» ، انتهت قصة حبهما بالزواج عام ١٩٣٣ ، رغم فارق السن بينهما و بعد ان اشهر اسلامه . انجبت منه ابنتها عزيزة عام ١٩٣٤ . ولكنها بعد أن أصبحت نجمة فرقته الأولى وبعد النجاح الكبير الذي حظيت به حتى أطلق عليها لقب «سارة برنار الشرق» ، انفصلت عن عزيز بسبب غيرته الشديدة .

 

وبانفصال فاطمة رشدي عن عزيز عيد ، انفصلت عن مسرح رمسيس، وكونت بعدها فرقتها المسرحية الخاصة الشهيرة التي حملت اسمها وقدمت 15 مسرحية في سبعة أشهر، والتي أخرجت نجومًا مثل محمود المليجي، ومحمد فوزي، الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات .

 

قدمت فاطمة رشدي على السينما بخطى ثابتة عام 1928 بفيلم «فاجعة فوق الهرم»، والذي يعد من أوائل الأفلام في تاريخ السينما المصرية، وبعد نجاحها السينمائي الأول قررت خوض تجربة الإنتاج، وكان أول إنتاجها فيلم «تحت ضوء الشمس»، وحين عُرض عليها لم يعجبها وأحرقته وأسقطته من حساباتها.

 

وعن فيلمها “العزيمة” فهو يعد واحداً من ضمن أفضل 100 فيلم مصري، لكن عطاؤها المسرحي فاق أعمالها السينمائية، فأمام أكثر من 100 مسرحية في 46 عاماً مثل: “زقاق المدق” ، “غادة الكاميليا” ، قدمت فاطمة 16 فيلماً خلال 17 عاماً، كان أشهرهم: “الطائشة”، “الطريق المستقيم”، ” الجسد”، كما أقدمت فاطمة رشدي على إخراج فيلم واحد هو “الزواج” عام 1933 .

 

وفي عز مجدها الفني عانت عندما وجدت التكريم الذي أرادته من الخارج اكثر من الداخل ، فالحكومة الفرنسية دفعت لفرقتها عشرة آلاف جنيه لكي تمثل في تونس وشمال أفريقيا، وعرضت عليها الإذاعة البريطانية خمسة آلاف جنيه لتسجيل أدوارها الخالدة في هاملت، إليزابيث وكليوباترا، كذلك محطة «صوت أمريكا» دعتها للسفر إلى نيويورك لتسجيل بعض رواياتها مع عزيز عيد ويوسف وهبي وأحمد علام عندما كان المسرح المصري مسرحًا حقيقيا . و كان اكثر ما يؤرقها ان تجد فنانين عظماء انحسر عنهم الضوء دون تكريم و لا يجدوا حتى ثمن اكفانهم !!

 

و في عام 1969 اعتزلت الفن وانحسرت عنها الأضواء وتدهورت حالتها الصحية و المادية ، وشاهدها الكثيرون في أواخر أيامها أمام باب مسرح الأزبكية بالقاهرة، وهي تلعن الفن الذي أوصلها لهذه الحالة ، وأجبرها على العيش في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة !!! .

 

بعد ان عرف الفنان فريد شوقي ما وصل به الحال لفاطمة رشدي ، قام فريد شوقي بالتدخل لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة، ولم يكن لها مسكن تعيش فيه فتم توفير المسكن المناسب لها وحصلت بالفعل على شقة وقد ماتت فاطمة رشدي وحيدة في 23 يناير 1996 عن عمر يناهز 84 عاما .

عن farida fahmey

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *