google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

إشكالية أنماط مناهج البحث العلمى والعودة لعصور التخلف

بقلم / محمد جمال الدين

لعل من المؤكد والمعروف لدى الجميع أنه لا يوجد اتفاق حتى الآن بين المهتمين بالبحث العلمي حول أنماط مناهج البحث، الأمر الذي اقترن بوجود تصنيفات متعددة، هذه التصنيفات تتداخل بدرجة كبيرة، ولا تستوعب كافة طرق البحث، ومن جهة ثانية يلاحظ تداخل كبير بين تصنيف البحوث وتصنيف مناهج البحث على أية حال، يمكن تحديد أهم مناهج البحث العلمي في، المنهج الوصفي الذى تدور حوله كثيراً من الإشكاليات حول أنه لا يوجد ما يسمى المنهج الوصفي ضمن مناهج البحث العلمى وأنا مع هذا الرأى، إلا أن هناك المنهج التحليلى التفسيري، المنهج التجريبي، المنهج شبه التجريبي، المنهج المقارن، منهج دراسة الحالة، المنهج التاريخي، منهج التقارير السردية، منهج التحليل الثانوي، ويمكن الرجوع إلى المصادر المتخصصة للاستزادة حول هذه المناهج.

ولكن من المؤسف فى مؤسساتنا العلمية أن تصل المناقشات حول تسمية مناهج البحث إلى درجة السفسطة والخلاف، رغم أنها مسألة جزئية، ويرتبط بها مسألة أخرى لا تقل خلافاً ألا وهي استخدام كلمة (منهج) بدلاً من كلمة (أسلوب منهجي)، فإذا قال الباحث إنه استخدم (أسلوب تحليل المضمون) يتلقى نقداً شديداً بأن تحليل المضمون منهج وليس أسلوباً، أما إذا قال الباحث بأنه استخدم (منهج تحليل المضمون)، فإن يتلقى النقد بأن تحليل المضمون أسلوب وليس منهجاً، لكن إذا أفاد الباحث بأنه استخدم (تحليل المضمون)، أي دون أن يذكر ما إذا كان أسلوبا أو منهجاً، فإن النقد الموجه إليه يكون بأنه لا يدرك ما إذا كان تحليل المضمون منهجاً أو أسلوباً، مثل هذا الجدل العقيم حول مسألة جزئية هو أمر مؤسف ولا جدوى منه، وكثيراً ما يكون مصحوباً بعناد مفرط يذكرنا بالجدل والعناد الذي شهدته الأمة الإسلامية في عصور التخلف حين احتدم الخلاف حول ما إذا كانت النملة التي كلمت سيدنا سليمان كانت ذكراً أم أنثي؟ في الوقت الذي كان علماء أوروبا عاكفين في المعامل ويقومون ببحوث عالية القيمة في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وغير ذلك من العلوم التي تقوم عليها قوة الأمم اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً، وكان ثمرة ذلك ما نلاحظه في الوقت الحالي من التقدم الهائل في الغرب .

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *