google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

قد يكون الانسحاب انتصارا 

سماح إبراهيم

يأتي النجاح في الحياة في بعض الأوقات من الانسحاب في الوقت المناسب وليس من الاستمرارية كما هو متعارف عليه كقاعدة من أوائل قواعد إنجاح الأعمال.. الإصرار على تكملة أمر ما أو علاقة ما أو مشروع ما رغم وضوح بوادر فشله هو أول قاعدة للإخفاق وهي نوع من إهدار طاقتنا أو مشاعرنا أو وقتنا فيما لا يؤتي ثماره نحن هنا كمن يُصر على ري شجرة قد ماتت جذورها.

 

إنسحاب الجيوش في الوقت المناسب وهي التي تفنى دون الانسحاب إذا اقتضى الأمر هو عبقرية حربية ويشهد التاريخ على ذلك.. إذا لماذا الاستمرار في علاقة اجتماعية أيا كان نوعها تستنزفنا أو تكملة عمل ما رغم تيقننا من أنه لا يصلح بكل المقاييس العقلية والحسابية؟! ..في تركنا لبعض من تلك الأشياء أو العلاقات قوة كبيرة وانتصار لنا يفوق بمراحل تشبثنا بها.. شجاعتنا في قول “لا” لهذا التمسك السلبي يعيد شحن طاقتنا بقوى إيجابية.

 

حين نتأكد بأن تلك الأمور لا تستحق وبأننا نوليها اهتمام أكثر مما يجب ولا يعود علينا هذا الأمر إلا بكل خسارة إذا علينا التوقف لالتقاط الأنفاس وطرح سؤال طالما هربنا منه وهو إلى متى وهل هذا الأمر أو ذلك الإنسان أو الإنسانة بالفعل يستحق كل تلك التضحيات أو كل هذا المجهود أو حتى كل تلك النقود؟

 

الاستنزاف يأتي بطرق مختلفة منها ماهو معنوي ومنها المادي وكلاهما يشكلان وجودنا في تلك الحياة والتي هي حق علينا أن نعيشها وفق ما نريده ونتمناه.. فما يمر من سنوات عمرنا لن يعود والزمن دائما وأبدا يسير للأمام فقط فلا يتمهل لأحد ولا يعطي فرصة للتردد وإعطاء المبررات للاستمرار في أمور يجب أن تتوقف.. نحن نخشى التغيير.. نخشى أن نعدل المسار الخاطئ.. نخشى من اتخاذ قرار وربما نتخذه بالفعل لكن نخشى التنفيذ.. كلما نضجنا كلما زادت مخاوفنا ليتنا نتعلم من الأطفال التوقف فورا حين نشعر بأننا لم نعد نرغب في المزيد من العب…

 

 

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *