google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

المحمل”.. قصة كسوة مصر لـلكعبة المشرفة.

سماح إبراهيم 

على مدار 7 قرون، كان لمصر شرف صناعة كسوة الكعبة المشرفة، في أجواء احتفالية عظيمة يحضرها كبار رجال الدولة كما كان سلاطين مصر المملوكية يلقبون بـخدام الحرمين الشريفين، لينطلق المحمل حاملًا الكسوة إلى أرض الحجاز ويرافقها حجاج بيت الله الحرام.

كان المحمل المصري يخرج في صورة قافلة تتجه نحو مكة من أجل كسوة الكعبة، وكان المحمل يطوف القاهرة يصاحبه الطبل والمزمر، وكان يصاحب طوافه العديد من الاحتفاليات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، وكان الوالى أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه

وكان يطوف المحمل في القاهرة نحو 3 أيام، وموكبه عبارة عن جمل يحمل كسوة الكعبة وخلفه الجمال التى تحمل المياه وأمتعة الحجاج وخلفه الجند الذين يحرسون الموكب حتى الحجاز ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات

والمحمل نفسه هو عبارة عن هودج فارغ يقال إنه كان هودج شجرة الدر أما الكسوة فكانت توضع في صناديق مغلقة وتحملها الجمال، ثم يتجه نحو أرض الحجاز، وانتقلت العادة لحكام مصر على مر العصور حتى العصر الحديث.

وبعد الحج يعود المحمل حاملا الكسوة القديمة للكعبة بعد إبدالها بالكسوة الجديدة وتقطع إلى قطع وتوزع على النبلاء والأمراء وما زالت هذه القطع موجودة في متحف كسوة الكعبة، وبعضها في قبور العائلة الملكية بمصر، حيث زينوا بها أضرحتهم كنوع من التبرك.

وتعتبر شجرة الدر سلطانة مصر هي أول من أرسلت كسوة الكعبة من مصر عندما ذهبت للحج فصنع لها هودج مربع عليه قبة جلست بها ومعها الكسوة، وخلفها تسير قافلة الحجاج ومنها أطلق عليها مسمى المحمل.

لم يكن المحمل ليخرج بالمصريين وحسب بل كان يصحبه سائر الحجيج من بلاد المغرب الإسلامي بما فيه الأندلس وبلاد أفريقيا أو القادمين عن طريق البحر من البلاد العثمانية وكذلك كان كثيراً ما يأتي أمراء وملوك تلك البلاد قاصدين الحج فكانوا جميعاً يجتمعون بالقاهرة ليتوقفوا بتلك المحطة الهامة التي كانت لها أثر كبير في صورة وشخصية مصر بمخيلة زوارها.

ومن الخطأ الاعتقاد بأن دور مصر في كسوة الكعبة بدأ فقط مع الخلافة الفاطمية التي اتخذت القاهرة عاصمة لها، بل بدأ الدور المصري قبل ذلك بقرون وفي عهد ثاني خلفاء المسلمين الصحابي عمر بن الخطاب رضى الله عنه، حيث كان يوصى بكسوة الكعبة بالقماش المصري المعروف بالقباطي الذي اشتهرت بتصنيعه بالفيوم، والقباطي نسبة إلى قبط مصر، حيث كان المصريون ماهرون في نسج أفضل وأفخر أنواع الثياب والأقمشة.

تكلفة كسوة الكعبة

وكانت تكلفة كسوة الكعبة مرتفعة للغاية، لذا أمر السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون حاكم مصر بوقف خراج قريتين في القليوبية هي قرى “باسوس وأبو الغيط” لهذا الشأن، ولكن العائد لم يعد يكفِ بعده بسنوات طويلة، لذا أمر السلطان سليمان القانوني سلطان الدولة العثمانية التي انتزعت مصر من المماليك، بوقف خراج 7 قرى أخرى، فضلًا عن القريتين ومع ذلك لم يكف العائد فتم رفع الضرائب على أهالي تلك القرى، وفي عهد محمد علي باشا، أمر أن تخرج نفقة تصنيع كسوة الكعبة من خزينة الدولة.

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *