google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

في ذكرى ميلاده.. حكايات لا تعرفها عن الضاحك الباكى شارلى شابلن

سماح ابراهيم 

تشارلي سبنسر تشابلن أعظم وأشهر فنان كوميدي في القرن العشرين، يمكنك القول بأنه فنان بدرجة فيلسوف متعدد المواهب يخفي حزنًا وألمًا كبيرًا عاشه منذ طفولته.

 

ولد في ضاحية “والوورث” أكثر ضواحي لندن فقرًا في 16 أبريل 1889م، والده مغني وممثل فرنسي الأصل، وأمه “ليلي هارلي” ممثلة ومغنية اشتهرت بعملها في الأوبرا الخفيفة، أولى صفحات عذابه بدأت قبل بلوغه عامه العاشر بوفاة والده المبكرة، وإصابة والدته في أحبالها الصوتية مما أفقدها عملها بالمسرح، فعمل مع أخيه الأكبر “سيدني” ماسحًا للأحذية، وازدادت الأمور سوءًا، وأصبحت والدتهما غير قادرة على رعايتهم ووضعوا بقرار من السلطات بملجأ الفقراء.

 

ورث وأخوه الموهبة الطبيعية من والديهم، وأول مرة وقف شارلي على خشبة المسرح، وهو ابن خمس سنوات كان إنقاذا لوالدته بعد فقد صوتها أثناء الغناء ووسط صيحات الجمهور وقف وقدم عرضا فوريا ارتجله نال إعجاب الجمهور الغاضب، وشجعته تلك التجربة على أن يصعد مع أخيه المسرح كمحترفين ضمن فريق (ثماني لانكشير) واشتهر كراقص نقري، ثم حصل على فرصته الأولى في التمثيل في عمر الثانية عشرة كممثل مساعد في مسرحية شارلوك هولمز، ليبدأ مع نهاية عقده مشواره الكوميدي.

 

وظل يعمل ممثلاً مسرحيًا في إنجلترا سافر بعدها مع فرقة إنجليزية متجولة في الولايات المتحدة الأمريكية في 1910م، وحقق نجاحاً كبيراً هناك، ومع انتهاء التزامه مع عروض الفودفيل المسرحية في 1913م، قرر الاتجاه إلى السينما فظهر في أفلام قصيرة صامتة في عام 1914م وحقق نجاحا في وقت قصير وأصبح من كبار نجوم الكوميديا في السينما الأمريكية وأعلاهم أجرًا، ثم اتجه إلى إنتاج أفلامه في 1917م رغبة منه في مزيد من الاستقلالية، وعمل على بناء استوديوهات خاصة به، فأصبح يخرج أفلامه وينتجها ويكتب قصصها ويقوم بمونتاجها بنفسه، هذا بالإضافة إلى أنه كان يؤلف ويلحن موسيقاها التصويرية وأغانيها يعني ذلك أنه فنان شامل وفي النهاية يقوم بتوزيعها.

 

وعن شكله المعروف فهو من ابتكر شخصيته وطورها وأضاف عليها أبعادًا إنسانية كثيرة بداية من الشكل التقليدي المتميز للمتشرد وقبعته وعصاه والبنطلون الواسع وحذائه الكبير ومشيته المميزة وحاكى بحركاته السريعة الكوميدية ومغامراته قصصًا غرامية ومواقف إنسانية وعاطفية مؤثرة وأخرى حزينة

 

أمتلك شابلن حب وإعجاب آلاف وملايين المشاهدين بتقديم أعمال سينمائية رفيعة في مستواها الفني ذات مضمون اجتماعي وإنساني من خلال شخصية متشرد ساذج، إلا أنه ذكي يصل لدرجة العبقرية في ذات الوقت بمعنى أنها شخصية فاشلة في أداء واجباتها ذكية ماكرة في التحايل للوصول لهدفها.

 

عبر من خلال أفلامه عن جوهر الفن الكوميدي الجاد، وكان يؤمن بفنه جدا وقت السينما الصامتة حيث يرى أن الفن الحقيقي لا يحتاج لكلمات حتى يصل للمشاهد، وبالرغم من تطور السينما وتحولها لسينما ناطقة فلزم عليه التطور معها وقدم أفلاما ناطقة ساهمت بدورها في التطور الفني للأفلام، ومن أهم وأشهر هذه الأفلام فيلم الطفل، البحث عن الذهب، السيرك والذي به حصل على الأوسكار الفخرية 1929م، أضواء المدينة، والأزمنة الحديثة حيث تصنف من أفضل ما قدمته السينما في القرن العشرين

 

تزوج للمرة الأولى في سن مبكرة من نجمة السينما ميلدرد هاريس وعمره 16 عاما، وفشلت هذه الزيجة سريعًا، ثم قرر الزواج للمرة الثانية من “ليليتا مكموراي” المشهورة بـ”ليتا جراي” التي شاركته التمثيل في بعض أفلامه وأنجبت منه ولدين ولم يدم أيضا زواجهما سوى عامين، أما عن زواجه الثالث فكان من الفنانة بوليت جودارد وقد أحبها حبا شديدا، إلا أنهما انفصلا، وأخيرا تزوج للمرة الرابعة والأخيرة من رفيقة العمر ابنة أونيل الكاتب المسرحي أوجين أونيل، والتي كانت فى الثامنة عشرة من عمرها في حين أن جاوز شابلن 54 عاما، ونجح هذا الزواج برغم رفض أبيها في بادئ الأمر، وأنجبت منه ثمانية أبناء.

 

توفي في 25 ديسمبر 1977م عن عمر يناهز 88 عامًا بمنزله في سويسرا، وشارك في جنازته أكثر من 20 رئيس دولة كجنازة رسمية، وحضرها أكثر من 30 مليون شخص، وهم يرفعون صوره ويبكون.

 

ومن المفارقات أن جثته قد سُرقتْ في أحد أعياد الميلاد للحصول على فدية من أولاده، إلا أن الشرطة تمكنت من استعادة الجثة بعد 11 أسبوعًا من البحث والقبض على المجرمين، ومن الجدير بالذكر أن جثة شابلن الآن محفوظة على بعد 6 أقدام تحت طبقة خرسانية.

عن salwa mohsen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *