google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

“البابليون “اول من عرف علم التنجيم والفلك والأبراج

سماح إبراهيم

أخذ التنجيم صفة العلم لاعتماده على رصد الأجرام السماوية وحساب أوقاتها وربطها بين ظواهر الطبيعة وتفسيرها (بكسلز)

علم التنجيم يعني التنبؤ بالحوادث قبل وقوعها ومعرفة مستقبل الأشخاص

كلمة أسترولوجيا اليونانية وتعني علم التنجيم انحدرت إلينا من اليونانية القديمة وهي مؤلفة من كلمة (أسترو) وتعني نجماً و(لوغوس) وتعني حديثاً أو علماً، وهذا ما أعطى بعض الأدلة على أصل علم التنجيم. أما في العربية فيعني علم التنجيم التنبؤ بالحوادث قبل وقوعها ومعرفة مستقبل المواليد من خلال مواقع النجوم والكواكب ومطالعها.

كان الإنسان الأول حين تختفي الشمس ليلاً وراء الأفق وتظهر العتمة وتنام الطبيعة ينظر إلى السماء ويراقب القمر، أكبر جرم سماوي مرئي، كما راقب النجوم المذنبة التي أثارت الفزع في قلبه، إضافة إلى بقية النجوم في مجموعات أو فرادى، وأصبح يفكر في شأنها وعلاقتها بأمور الطبيعة على سطح الأرض.

فمن أين بدأ علم التنجيم وإلى أين وصل؟ وهل يمكن أن تعتبر الأبراج علماً، أم أنها مجرد خزعبلات وخرافات؟ وماذا عن المتخصصين أو الخبراء به هل هم علماء أم دخلاء؟

ولقد عرف البابليون علامات ورموز الأبراج الـ12، واستنتجوا من حركات الأجرام السماوية التي رصدت منذ زمن سحيق موعد حدوث الزوابع والأعاصير وهطول الأمطار والحظ السيئ والحسن والخير، الذي كان يمكن أن يعم البلاد ويصيب الأمم والملوك بمن فيهم الأفراد، وقالوا إن عماد الحياة الذي يدفئ ويحيي جسم الإنسان هو نفس أثيرية مثل نيران السماء، وهذه النفس ستستسلم لقدرها وميلادها وستقرر النجوم مصيرها على الأرض. ومن هذا الاعتقاد يقول الكاتب عبود قرة في كتابه “التنجيم وأسراره وأوهامه”، تبين لدينا مفاتيح التنجيم

إن أسس التنجيم التي وضعها البابليون القدماء منذ أكثر من خمسة آلاف عام هي الأسس نفسها التي يعتمدها منجمو اليوم. فالمنجم ينظر إلى الكون على أنه كيان واحد يخضع كل ما فيه إلى تأثيره المباشر في جميع الموجودات من مخلوقات وجماد، والإنسان جزء من هذا الكون الواسع لذلك فهو يخضع لهذا التأثير. ومع ذلك يعتبر علم التنجيم أن مستقبل الإنسان ومسار حياته يعتمدان على لحظة ميلاده وعلى موقع وحركة النجوم والكواكب في السماء، مع أنه ليس هناك من تفسير لكيفية حدوث ذلك

كان البابليون الأوائل سادة العالم في التنجيم، وهم أول الشعوب التي أقامت صرح الديانة الكونية على قاعدة العلم، تلك القاعدة التي ربطت النشاط الإنساني والعلاقات الإنسانية بآلهة النجوم ضمن تناغم عام للطبيعة، لأنها وضعت خطة ذات صلة ومنهجاً للعلاقات بين ظواهر السماء والحوادث الجارية على الأرض. وأصبحت شعوب بابل “الأم التنجيمية العظيمة السيادة في العالم القديم”، والتي انتشرت عبر العالم لتؤثر في ثقافة مصر القديمة وفي الوثنية القديمة للإغريق والرومان كذلك.

لقد رصد منجمو بابل اقتران القمر والكواكب بعضها ببعض وموضعها في منازل الأبراج، ونسبوا تأثيراً قوياً خاصاً بالنجوم التي رصدوها والمتحركة باستمرار من دون انقطاع فوق القبة السماوية التي تخيلوها قبة سماوية صلبة قريبة جداً من سطح الأرض. وقد سببت هذه الأجرام السماوية المتألقة بأسرارها ومجموعاتها لديهم مخاوف وتوجسات، فلاحظوا أشكالاً وهمية لوحوش سماوية متعددة وشاذة وأشكالاً لحيوانات وأشخاصاً وهميين وأجساماً غريبة بعضها يعيش في ظاهر كرتنا الشمسية الحالية، بحسب خبراء في هذا الشأن.

لقد كانت مهمة المنجم قديماً رصد حركات الكواكب والنجوم، والتنبؤ بحوادث خسوف القمر وكسوف الشمس وكشف طالع الأشخاص، أي التنبؤ بشخصية ومستقبل الشخص من طالعه، ومن الأوضاع النسبية للشمس والقمر والكواكب والنجوم عند مولده أو عند الحمل فيه أو في أي وقت يراد لها التنبؤ، فالمنجم يسعى إلى ربط وجود الإنسان ومصيره بالسماء أي معرفة قدره ومصيره من النجوم والكواكب

هذا الأمر كان يحوط المنجم بجو من الرهبة والخشوع، ويجعله محل قدسية لاتصاله بعالم الغيب الغامض، ومعرفته بهذا الغيب تجعله وسيطاً بين العالمين، لأن الإنسان بسعيه الدائم إلى استقراء المستقبل واكتشاف آفاق المجهول يغذي غريزة كامنة في أعماق النفس الإنسانية، فكان التنجيم وقراءة المستقبل يعززان هذه الغريزة، ويجعلان الإنسان يحلق في آفاق الكون المتناهية عبر الزمان والمكان من دون النظر إلى حقيقة ما يثبته الطالع من أغلاط وأوهام.

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *