google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

دموع صارخة

هدي الشريف

سمعت صوت بكائها الذي أصبح عويل يعلو تدريجيا بصوت حاد.
إنها سيده في عقدها الاربعين تقريبا من غير ثياب ألا بعض من جلباب يسترها بالكاد يخفي جسدها , يبدو شعرها لم يمسسه مشط منذ امد طويل ,تضع قماشه علي عينها اليسري تخفيها , حافيه قدماها .

. يدوي صوت صراخها ف الخلاء دويا يسمعه القريب منها والبعيد لكن ، قله المارة ف هذا الوقت من الصباح الباكر يمرون من هذا الحي الهادئ الراقي

-اقتربت منها وددت ان اعرف ما بها لم تجيبني وغضبت اكثر من قربي منها ،ارتعدت و جرت وارتفع صراخها اكثر

انقبض قلبي عليها , حاولت مرة اخري اقتربت منها ,,نهرتني بشده حتي انني خشيت ان يفهم المارة انني اضايقها اواستهزأ بها فتراجعت .

ولكن مازال قلبي يوجعني علي صراخها و لم امنع نفسي من المحاوله مرة اخري واخري حتي بدات تلتقط الطوب من الشارع و ترميني .

– ، اخيرا رجلا مسن بالشارع .الذي خلا من المارة في هذا التوقيت يظهر .

– ظل يناديها بس يا سيدة بطلي رمي طوب ، الست بتحاول تساعدك , لكنه لم يحاول معها كثيرا اقترب مني

– سيبك منها هي خلاص شويه و هتهدي , هي بتصرخ كده كل يوم او يوم بعد يوم بتفضل تفتكر اللي حصل لها ف الشارع

– وفي فضول مني سالته حصل لها ايه ,
– كانت جايه من الارياف مش فاكر من اي بلد نفسها تشتغل و تساعد اهلها بقرشين , وقعت في ايد ناس ولاد حرام بنجوها وخدوا منها القرنية و سابوها ف الشارع ومن وقتها وهي كده ,بتشوف بعين واحده ,ولا ليها عنوان ولا معها بطاقة حتي , محدش عارف يوصل لاهلها ،

أدركت حجم خوفها ، لقد ذهب عقلها من الحزن ، و زاد اصراري علي مساعدتها وذهبت الي اقرب مطعم بالشارع ..

احضرت لها وجبه دافئه و وبعض من فطائر الحلوي ومشروبات ..وعدت سريعا ،،اقتربت منها بابتسامة و قدمت لها الاكل ، ب خوف مدت يداها و اخذت الطعام ، نثرته علي جانب الرصيف و بدات تاكله من الارض .

وتركتها حتي احست بالشبع و قد كانت تاكل بنهم شديد ..
من شدة جوعها و تاكل هي وبعض من القطط التفوا حولها
تقاسمهم الاكل بكل حب وهي تبتسم لهم،،، هي علي يقين انهم لا يؤذوها علي عكس ما فعل بها بعض البشر .

ولقد عزمت ان هذا اليوم موهوب لها بالكامل ربما أستطيع معها خيرا ينشلها من هذا الضياع .

– اكملت طعامها و تركت المتبقي للكلاب و القطط و جرت مسرعه . لحقت بها بصعوبه فهي حافية القدمين تجري
وكل الرمال تدفع قدماها للهواء وانا اتعثر في هذا الكعب العالي , بالكاد لحقتها وانفاسي تلهث وجدتها تنتظرني مبتسمه , احسست انني كسبت ثقتها , وجلسنا سويا في ركن علي سور حديقه و تذكرت هاتفي ف السيارة اتحركت مسرعه لاحضره وما كادت قدماي تتحرك حتي أحسست بألم شديد من أثر طوبه قذفت في راسي التفت .. رأيتها تهم بقذفي بطوبه اخري جريت اختبء وانا اردد.

لا حول ولاقوة الابالله

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *