google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

سحر أبوالعلا تكتب : نكران وعقوق

 

قام الجد بنشر صورة لحفيديه على أحد مواقع التواصل الإجتماعي كاتبا تحتها هذه صورة حفيداي وقد تجاوز عمرهما الخمسة أعوام وهذه هي نفس الفترة التي لا اراهما فيها، أي أنني ما رأيتهما منذ ولادتهما لأنهما ولدا في بلد غير البلد الذي أعيش فيه، حيث يقيم ابني الوحيد أيمن، أيمن توفت عنه والدته وقد كان لم يتجاوز الخامسة عشر عاماً وكنا بسبب ظروف والدته لم نرزق بأطفال غيره، ولأنني كنت أحب زوجتي بشدة ما أردت الزواج بعدها كما أنني لم أرد وقتها بأن يتربى ابني مع زوجة أب قد تكون قاسية عليه واشفقت عليه كفاه هما بموت امه، عشت لأيمن أبا وأما حتى كبر وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ولأنه كان الأول على دفعته كان من المفترض أن يتعين معيدا في جامعته ولكنه رفض لرغبته في العمل في السلك الدبلوماسي وقد كان وبسبب تفوقه تعين سفيرا لمصر في إحدى الدول الأجنبية ، سافر ايمن منذ قرابة العشر أعوام بعد وعده لي بزيارتي كل عام وقد نفذ وعده لي في أول عامين من سفره وبعدها قد انشغل عني في عمله ومن بعده زواجه وأسرته ليتركني وحيدا ، خرجت على المعاش لأجد نفسي وحيدا بين أربع جدران أحادث صورة زوجتي وأشكو إليها قسوة ابننا الوحيد وكيف هنت عليه بعد تضحيتي من أجله نصحني الكثير من اصدقائي بالزواج لكني رفضت ، رفضت أن اخون ذكرى زوجتي بعد كل هذه السنوات، كان لا يخرجني من وحدتي هذه إلا اللحظات القليلة التي أحادث فيها حفيداي عبر الانترنت ، كثيرا ما طلبت من أيمن المجيء ولو مرة واحدة أرى فيها حفيداي واضمهما وفي كل مرة يقول الا يكفيك رؤيتهما في المكالمة عبر الانترنت كل يوم متحججا بظروف عمله التي لا ينته،كنت كلما أغلقت معهم المحادثة حضنت صورة زوجتي وبكيت، كم أخاف أن أموت يوما ولا يشعر بي احد أخاف أن أموت وحيدا ولست وحيدا.

 

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *