google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

سيرة ومسيرة للإمام الخراشي 

كتبت فاطمة السيد

 

ولد الإمام محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي عام 1601 بقرية أبو خراش، التابعة لمركز شبراخيت، بمحافظة البحيرة، وإليها يرجع اسمه

 

وتلقي تعليمه علي يد والده الإمام جمال الدين بن عبدالله الخراشي وحفظه القرآن الكريم وعلمه سنة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وكان أيضاً من شيوخ الشيخ الخراشي الشيخ ابراهيم اللقاني الذي أجمع العلماء أنه إمام الحديث فى وقته

 

لم ينل الشيخ الخراشي شهرته الواسعة إلا بعد أن تقدم به السن وكان أول من تولي منصب شيخ الازهر سنة ١٠٩٠هـ-١٦٧٩م وكان عمره وقتها ٨٠ عامًا، وظل يترأس إدارة الجامع ما يقارب من 11 عامًا واستمر إلي أن توفاه الله ١١٠١هـ-١٦٩٠م عن عمر يناهز ٩٠ عامًا

 

 

ويعد الخراشي شيخ عموم المالكية في عصره، وقال عنه الشيخ الجليل علي الصعيدي العدوي المالكي : هو العلامة الإمام والقدوة الهمام، شيخ المالكية شرقًا وغربًا، قدوة السالكين عجمًا وعربًا، مربي المريدين، وكهف السالكين

 

لم يحظ الشيخ الخراشي بشهرة كبيرة، إلا أن له مؤلفات عدة وصلت الـ200 مؤلفًا كالشرح الكبير على متن خليل في فقه المالكية، الشرح الصغير لمختصر خليل على متن خليل، منتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة، الفرائد السنية في حل ألفاظ السنوسية في التوحيد، الأنوار القدسية في الفرائد الخراشيةو ٨ مجلدات وأفاد بعلمه عدد كبير من العلماء وطلبة العلم الذين كانوا يعتزون بالإنتماء إليه والنهل من علمه الغزير ومعرفته الواسعة، ومن خلال سعي الإمام لخدمة الناس وقضاء حوائجهم كان يقف في وجه الطغاة من الحكام والتجار يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم فينظر العامة اليه باعتباره عونا للمظلومين فاذا ما ظلم احد يستغيث بالشيخ الخراشي فكان ضاغطا علي الحكام وفي نفس الوقت محمودا عندهم

 

وقد ردد البعض مقولات حول وجود 11 إمامًا للأزهر قبل الشيخ الخراشي، إلا أن كتب التاريخ أجمعت على أن الإمام الخراشي هو شيخ الأزهر الأول، ويشتهر المصريين بمقولتهم الشهيرة الخالدة : يا خراشي، حيث تعود تلك المقولة لتجمع الناس واستغاثتهم بالإمام ضد الولاة، كما كان منزله محكمة شرعية للناس، وحينما توفي لم يجد الناس منزل أخرى يلجأون إليه فظلوا يرددون يا خراشي

 

كان يدار الأزهر الشريف منذ انشائه من قبل السلاطين والولاة، إلى أن جاء السلطان سليمان القانوني عام 1679، وأمر بجمع علماء الأزهر الشريف، مطالبًا إياهم بترشيح عالم منهم لإدارة شؤون الأزهر، فوقع الاختيار على الشيخ الخراشي

وكان رحمة الله عليه قدوة للمالكين وكهف للعابدين وشيخ المالكية في وقته كان متواضعاً عفيفاً واسع الخلق يسخر نفسه لخدمة الناس وقضاء حوائجهم لتظل سيرته العطرة علي مدي الف عام وحتي الآن.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *