المحطة جريدة إليكترونية شاملة
كتب – وسام أحمد عابد :
يرسم الأطفال في مرحلتهم الحياتية الأولى؛ العديد من الذكريات والمغامرات، التي تتميز بالمشاغبة والمرح، وتخلو تمامًا من المسؤولية، ومن ثم تساعدهم في تكوين شخصيتهم، وفقًا لما مروا به خلال تلك الفترة.
لم تمر مرحلة الطفولة لصالح سامح، صاحب الـ 15 عامًا، كـ أقرانه بل تخللها جانب كبير من المسؤولية، التي وقعت بالكامل على عاتقه، بعد وفاة والده، فأصبح طالبًا في المدرسة خلال النهار، ويدير ورشة والده للنجار في الليل.
بدأ صالح العمل في الورشة، منذ أن كان في الصف الرابع الابتدائي، مساعدًا لأبيه المريض، وبعد مرور عامين فقط؛ رحل الأب عن عالمنا، تاركًا مسؤولية عائلة كاملة، وورشة تحمل في طياتها أبوابًا مفتوحة للعديد من الأسر
يستيقظ صالح في الصباح الباكر مُتجهًا إلى مدرسته، وبعد انتهاء دوامه يعود إلى منزله، ليتناول طعامه، ومن ثم يتجه إلى الورشة لبدء عمله مع العاملين بها،
ورغم أن صالح لديه شقيقة أكبر في الفرقة الثالثة الجامعية، بجانب شقيقه الأصغر في الصف الصادس الابتدائي، والأخت الصغرى في الصف الثالث الابتدائي، إلا أنه يتحمل مسوؤلية معيشة الأسرة.
يروي صالح لـ مدير مكتب جريدة المحطة بالسويس ؛ تفاصيل إدارته للورشة: أنا بقيت معروف في السوق، ولما بروح أطلب من تاجر كبير بضاعة، بتفق معاه على السعر اللي هقسطه، وبعد كده بجمع الفلوس كلها اللي ببيع بيها كل يوم، وأطلع منها مصاريفنا، ومرتبات أعمال، والباقي بقسّطه للتجار.
يدير صالح؛ ورشة نجارة لبيع المستلزمات الخشبية، فضلًا عن تعليمه المهنة للعمال الجدد، مردفًا: العمال الكبار اللي كانوا مع بابا بيساعدوني
لم ينجو صالح من العديد من العقبات، التي واجهته، حيث حاول كثيرين إقناع والدته بتركه للدراسة تمامًا، والتفرغ للعمل في ورشة أبيه، إلا أنه قرر تحدي الجميع، والعمل بشكل متوازي بين الجهد والاجتهاد في الدراسة، والحصول على درجات عالية في كافة امتحاناته، بجانب عمله الدؤوب في الورشة، موضحًا: في ناس فاتحة بيوت من الورشة.. لازم أساعدهم
بعد نجاح الصغير في مهمته؛ أصبح داعمه الأساسي والدته وأشقاءه، فضلًا عن العمال المساعدين في الورشة.
يحلم صالح في المستقبل، أن ينهي دراسته الجامعية بتفوق، بالإضافة إلى كونه تاجر أخشاب كأبيه، ويعقد اتفاقيات كُبرى مع المصانع والشركات، لتصبح ورشته عالمية تجارية موثوق
