google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

جمعية محبى الفنون الجميلة تختفى بمئوية سيد درويش 

كتب / محمد جمال الدين

فى ندوة من العيار الثقيل اوي ومن ارق واقيم الندوات منذ مدة طويلة ،بعنوان سيد درويش والمسرح الغنائي .شرفنا في الجمعيه الدكتور محمد زعيمه استاذ الدراما بأكاديمية الفنون والناقد المسرحي الكبير أحمد عبد الرازق ابو العلا.

وفي بداية اللقاء رحب الصحفي اللامع محمد نوار بالضيفين الكبيرين والساده الحضور وأصر أن يحكي موقف حدث معه وهو في سلطنه عمان بعد أن أخذ شريط اغاني معه بعنوان الوارثين لحفيد سيد درويش ايمان البحر وكان وقتها يخطو خطواته الأولى في الغناء وكان كل من يسمعه يطلب منه أن ينسخه وهنا أبتسم نوار وقال لاحظت أن هذا الشريط أصبح في أيدي ليس المصريين فقط بل مع كل أهلنا في الخليج ، وهذا راجع لشده صدق المطرب وجمال اللحن والموسيقي وعذوبة الكلمات هذا هو فنان الشعب الحقيقي سيد درويش.

ثم نقل الميكرفون للدكتور محمد زعيمه -والذي يحضر ندوات الجمعيه لأول مرة – مع التأكيد كالعاده بألا يزيد وقت المتحدث عن 15 دقيقه فقط.

وتحدث الناقد الكبير زعيمه ورحب بالساده الحضور وأصر على أن يشكر الاستاذ نوار علي دوره المتميز بنشر الثقافة في كل مكان يذهب إليه وخص الجمعيه بالشكر والتقدير على اختيار مناسبه مؤيه ذكري المبدع الكبير سيد درويش (1923-2023) مجدد الموسيقي المصريه والعربيه .

واضاف الدكتور زعيمه أن الموسيقي قبل سيد درويش كانت تمتاز بالتطريب فقط ونقلها هو شخصياً الي مرحله التعبيرية والتي تأخذ جماليات الجمله وبلحن مؤثر تعطي للمتلقي معاني أخري غير المعني السطحي أو القريب للاغنيه ،ومصطلح التعبيريه هو إتجاه حديث في الفن لأن يكون ضد الواقعيه والطبيعية ،هذا ملمح هام أود أن أؤكد عليه لحضراتكم فالمحتفي به اليوم كان فنانا بدرجه قدير جدا لوعيه الشديد بما يعمل ويبدع ويقدم ومن أهم ماعرف عنه أنه كان ينتقي الكلمات التي كان يسمعها في الطرقات من الباعه الجائلين وأصحاب الحرف ويقوم باضافه كلمات من تأليفه لها حتي تعطي في وجهه نظره قيمه لعرض قضيه مهموم بها مع تلحين موسيقي مناسبة ليبدع لنا مانسمعه حتي وقتنا الحاضر ،واري أن أهم شيء لديه الرغبة الاكيده أن يكون داخل معاني الكلمات والاغنيه مستويات متعددة من الفهم والإدراك ،وكما يقولون -علشان تبقي عالمي يجب أن تغوص في المحليه – وهذا ما فعله سيد درويش باستلهامه الكلمات والألحان من الواقع المعاش وكلنا نتذكر اغاني طوائف المجتمع من حمالين وصنايعيه وأرباب الحرف المختلفه .

وانتقل الناقد إلي ملمح هام -علي حد تعبيره – أن سيد درويش كان واعيا سياسيا بدرجه كبيره لأن مصر كانت محتله من الإنجليز ،وحين غني عن الزعيم سعد زغلول غني بذكاء ملحوظ أغنيته الشهيرة جدا يابلح زغلول فكلنا نري في شوارعنا وطرقنا بائع البلح وهو يتغني بالبلح الزغلول لكي يشتري منه الناس فهو هنا أخذ تلك التيمه الغنائية من البائع واضاف لها بعض الكلمات مع لحن شجي وطريقه غناء بمقام يوحي للمتلقي معاني أخري غير المعني السطحي للكلام وهو شده الشوق والحنين لسعد زغلول الذي نفاه الإحتلال الانجليزي عن مصر،فاصبحت هذه الاغنيه اغنيه سياسيه من الطراز الأول وليست اغنيه بسيطه كما يبدو.

ونلاحظ مثل ذلك في كل إبداعاته الغنائية واللحنيه -اوبريت شهرزاد واغنيه أنا المصري كريم العنصري-

وتفوق سيد درويش علي نفسه في أوبريت العشره الطيبه فعرض الحب بين أبطال العمل من تمنع ورقه في أهم لحظات الحب دون أن يذكر لفظ خارج أو فجاجه في التناول وهذا يعود لوعيه التام باللحن والموسيقي وبغوصه الي المعني الذي يريده دون أن يشتبك مع الاحتلال والرقابة.

وفي نهايه حديثي أود أن أنوه إلي اعاده الحفيد ايمان البحر لتراث جده كما هو مع احتفاظه باللحن الأصلي وهذا جهد كبير مشكور له.

واستطرد الضيف – لن انسي ماقام به مخرج ثلاثيه الكاتب الكبير نجيب محفوظ ( بين السورين -السكريه -قصرالشوق) من توظيف مبهر لأغاني سيد درويش حتي أنها أصبحت من نسيج العمل الفني ولا نستطيع أن نحذفها أبدا من الفيلم لأنها أهم عنصر من أدوات المخرج في هذه الثلاثيه ،

وخلود أعماله الغنائية وطبيعتها الاثره هي التي تجذب فئات مختلفة من الشباب ليغنوها بكل حب وشغف ونري ذلك علي الموقع الشهير يوتيوب بفرق شبابيه عديدة تشدوا بالحانه وهو كان حريصاً علي تأليف اللحن والكلمة التي تعلق بإذن المتلقي اي كان وفي أي زمان.

وقبل أن ينتقل الحديث لضيفنا الآخر استمع الحضور لبعض أغاني فنان الشعب علي جهاز المينتور من إعداد الأستاذ نوار نفسه بمساعده عم محمد دينامو الجمعيه الحبيب والتي نالت إعجاب الجميع نظرا لغياب الفنان القدير علي اسماعيل لظروف خاصة وأن كنت اري ان عزفه علي العود مع غناءه بصوته الشجي افضل الف مره من غيره.

واذكر هنا قول نوار عن الضيف الكبير الكاتب والناقد المسرحي أحمد عبد الرازق ابو العلا.

(الناقد الواعي الذاكر المشاغب الذي لا يفوت أي حاجه)

وانتقلت الكلمه للضيف والذي أصر على أن يشكر الاستاذ نوار ويخبرنا أنه يعرفه منذ أن كان مديراً لمركز رامتان الثقافي وأدار لي ندوه هناك ،وتواجده هنا في الجمعيه لعلها تكون نقطه انطلاقه لمستقبل أفضل في العمل الثقافي.

وأصر الكاتب أبوالعلا علي أن نركز ونأخذ بالنا من التواريخ في قراءة الأحداث التي وقعت في حياه سيد درويش والذي نحتفل بمؤيه وفاته اليوم .

فقبل رحيل درويش بأربع شهور فقط أي 10مايو 1923 غني نشيد رائع جدا وهو بلادي بلادي وانا أزعم أنه من اجمل وأعذب ألحانه في حب مصر وبعد سنين عديدة صار هذا النشيد هو السلام الوطني لمصر عام 1979 ، وهنا فجر الضيف قنبله من العيار الثقيل اووووي بأن كاتب وملحن هذا النشيد هو سيد درويش فقط وليس للاستاذ الراحل محمد يونس القاضي اي علاقه بهذا العمل الفني فهذا النشيد هو مقدمه شهيره ومعروفه للجميع لاحدي خطب الزعيم مصطفى كامل ،كما أن كل من الشاعر أحمد رامي والشاعر بيرم التونسي أكدا أكثر من مرة أن سيد درويش كان يكتب الشعر عن طريق وضع الكلمه المناسبة لبعض الاغاني التي كان يسمعها من الباعه الجائلين وأصحاب الحرف ويلحنها لتتوافق مع ما يريده من جعلها اغنيه ذات مضمون سياسي ،والاستاذ يونس القاضي نفسه لم يكن يجرؤ على أن يصرح بأنه هو الذي كتب كلمات هذا النشيد في حياه سيد درويش.

وعرض الضيف وثيقه زواج سيد درويش ليخبرنا بأن الإسم الصحيح له ليس سيد بل السيد وحتي مكتوب فيها أن المهنه مدرس وليس موسيقي أو ملحن لأنه وقتها كانت لاتكتب في أي وثيقه رسميه نظرا لاعتقاد البعض أن الملحن أو الموسيقي يعمل مع الراقصات والعوالم وهي مهنه سيءه السمعه ولايصح أن تكتب.

أحب أن أوضح لحضراتكم أن التواريخ لدي هامه جدا ولها دلالاتها فأفضل مرحله أبدع فيها درويش كان من 1917 الي 1923 هذا هو التاريخ الحقيقي والفعلية له ،ففي 6 سنوات ترك إنتاجا وتراثا كبيراً ورقم 32 أوبريت ومن المصادفات هنا أنه ولد عام 1892 وهو نفس عام ميلاد الاديب الكبير محمد تيمور مؤلف أوبريت العشره الطيبه والذي توفي قبل سيد درويش بسنتين فقط 1921 وكان عمره 29 سنه فقط وهو كان من عليه القوم فابوه كان باشا وقد كتب شهير بعنوان حياتنا المسرحيه وفيه هاجم مسرحيات علي الكسار ونجيب الريحاني ولم تعجبه واعتبرها من أسباب إنهيار المسرح وقتذاك.

واستطرد أبوالعلا -جيل محمد تيمور سيد درويش وبيرم التونسي وبديع خيري نشأ مع بعضه البعض في هذه الفترة التي سمحت للجميع أن يتبؤا فيها مكانا بارزا وعظيما ،بعكس مايحدث الان من اهاله التراب علي الجيد لصالح الاسوء وتلك الظاهره وأصر على أنها لم تكن موجوده وقت سيد درويش رغم أن البلاد كانت تحت الحكم العثماني واحتلال الإنجليز لمصر وازعم أن هذا الزخم السياسي والحياه المتقلبة قد أنتجت لنا حراكا في الحياه الفنيه والأدبية والثقافية.

فعمل مثل العشره الطيبه اقتبسه الاديب محمد تيمور من نص فرنسي وكتب هو ذلك ولكن تشعر بأنه عمل مصريا لحما ودما وهذا راجع لبراعه و موهبه تيمور ،وقام أيضا الشاعر الكبير بيرم التونسي باقتباس العمل الفني شهرزاد،لذا هذا الجيل كانوا مهمومين بالهم الوطني والقومي وهم شباب صغار السن ،وقولي لي الآن شبابنا مهمومين بايه فضحك باسي وقال مهمومين بكيفيه شراء زجاجه زيت وعيش بلدي.

وانتقل الناقد أبو العلا بنا نقله هامه في حياه فنان الشعب سيد درويش ،وذكر أنه في الفتره بين عامي 1909-1912

سافر مع فرقه أولاد عكاشه المسرحيه الي بلاد الشام و هو في سن ال 17سنه،واقول أن المسرح الغنائي كان مهيأ تماماً لظهور عبقريه مثل درويش الذي طور منه وأخذه الي مكان آخر متميز وانا أركز علي الفرق بين إنشاء المسرح الغنائي وبين تطويره وهذا ما فعله سيد درويش.

وكان في الساحه الفنيه وقتها قامات مثل سلامه حجازي وأحمد الشامي واولاد عكاشه والسلطانه منيره المهديه منذ العام 1905 ، وهو لم يترك أي فرقه من هذه الفرق المسرحيه إلا وعمل معها بل وحاول أن يدون الأغاني والاوبريتات ولكن أصحاب الفرق نفسها لم يوافقوا ونحن لانعرف سبب ذلك ،وحتي سلامه حجازي حاول أن يدون كل مسرحياته ولكنه لم ينجح ويتبادر الي ذهننا الآن كيف نحن نعيد تقديم أعمال سيد درويش لأنه وببساطة هو نفسه دون هذه الأعمال علي النوته الموسيقية .

ومع كل ذلك فسيد درويش أصبح معروف لدي الحاكم والبسطاء في ذات الوقت لأنه نقل الغناء من الطرب فقط الي موضوع واضح يعالج قضيه وطنيه مهموم بها الناس علي اختلاف مكانتهم الاجتماعية ويعزو إليه أنه نقل الغناء من قلب القصور الي الشوارع والحواري والأزقة .

ومعلوم للجميع أن إبن الطبقه الفقيره -ابن نجار-كان يغني مع العمال وهو ابن12عام ولاحظ الجميع صوته الجميل وهو نفسه استعد لكي ينمي موهبته عن طريق تعلمه اصول عزف العود وتعلم المقامات الموسيقية ،لا ننكر صاحب الفضل الأول

لنزوله الي القاهره هو الشيخ سلامه حجازي الذي تبناه واعترف بموهبته ويبدو أن هذا العصر القاعدة الأساسية فيه هو الإعتراف بالموهبة وبل وتجعل الكبير مقاما في الفن يذهب الموهوب الصغير ويتبناه فنياً ،وكان فعلا تلميذا نجيبا وأثرت الظروف السياسية وقتها علي موهبته باحداثها المتقلبة التي سببت الهم الوطني لكل المصريين وهو واحد منهم ،وقد عاصر درويش احداث كانت تموج بها مصر مثل أنه ولد في عهد الخديو ي عباس وشاهد حادثه دنشواي والحكم بحبس الزعيم محمد فريد لانه كتب مقدمه لديوان وطني للشاعر علي الغاياتي.

وقد عاصر أيضا الحرب العالمية الأولى 1914 والاحتلال الإنجليزي لمصر وعزل الخديوي عباس حلمي وعاصر أهم حدث وهو ثوره 1919 ، تلك هي أبرز الأحداث التي أثرت تأثيرا كبيراً في فن سيد درويش فنان الشعب بحق.

وبعد إنتهاء الضيف من كلمته الشيقه الممتعه والتي كنا نود أن لا تنتهي نظرا لمعلوماته الموثقه وأسلوب تناوله من كافه جوانبها وحقا فقد اكتسبنا معرفه وثيقه لعلم من إعلامنا الموسيقيه سنظل نفخر به وبكل إسهاماته سواء كانت كلمه ألفها أو لحن أبدعه.

وقبل أن يفتح الأستاذ نوار فقره الاسئله للساده الحضور ،.

استمعنا بشغف لبعض أغنيات سيد درويش وتفاعل معها الجميع وأثرت في النفوس فابهجتها وفي العقول فاراحتها.

ومن أبرز المداخلات التي أعجبتني مداخله د . محمد جمال الدين المؤلف والملحن الموسيقي والذي رفض تماماً فكره ان تثار قصه حب سيد درويش لجليله وقيام أسرته برفع قضيه علي أصحاب فيلم سيد درويش والبطل كرم مطاوع في مناسبه الاحتفاء بالذكرى المئوية لرحيل فنان الشعب ،وانتقل سريعا الي أن درويش تعلم اصول المقامات الموسيقية علي يد أستاذ المقامات عثمان الموصلي.

واستطرد -ان ألحان الراحل ليست بسيطة كما يعتقد الكثيرون ولكنه اتساع جلي لمساحته الصوتيه وان عصره لم ولن تتلاءم معه الموسيقي الطويله ولذا فهو أعظم من قدم الالحان للاناشيد الوطنية فنشيد بلادي بلادي لحنه علي ايقاع المارش ، وقوم يا مصري علي النص الثلاثي.،بل هو من ألف مقام الزنجران والذي لم يكن معروفاً لدينا وساهم بعمل الحوار اللحني أو الديالوج لكي يشاهد بوضوح علي خشبه المسرح.

وتحدث الفنان الرسام نبيل صادق عن حفله المطرب علي الحجار في نقابه الصحفيين للاحتفال بسيد درويش وإصرار أولاده علي حضور الحفله ونوه الي أن الفن الجيد الاصيل يجب أن يتوارثه الأجيال حتي نحمي اولادنا من مطربي المهرجانات ومن هم علي شاكله شاكوش وكسبره .

وقد أجاب الأستاذ أحمد أبو العلا بأنه لن يوجد مسرح سياسي في مصر إلا إذا كانت هناك ديمقراطية حقيقية .

وما يوجد الآن هو مسرح الاسقاط السياسي واستلهام التراث حتي لا اصطدم واعدي من الرقابه ومن ثم الرقابه لاتحاسبني.

وعن موت سيد درويش فاسرته نفسها طلبت من السلطات أن تقوم بتشريح جثمانه ولكنها رفضت ذلك تماماً وهنا نضع علامه استفهام كبيره عن ظروف موته المفاجيء.

وهنا طلب نوار الكلمه وأكد للحضور أنه سمع شخصياً من الفنان إيمان البحر بأن الإنجليز هم من قتلوا سيد درويش.

قالوا: سيد درويش في بدايته كان رجلا سيء للغاية ولكن بعض حضوره الي القاهره تزوج من السيده الفاضله جليله ام أولاده وهي غير جليله الأخري التي كانت غانيه وأحبها ولكنها أحبت غيره الكثيرين وعندما عرف تلك الحقيقة هجرها الي غير رجعه.

هذا للتاريخ فقد استمتعنا جميعاً بندوه ذات محتوي فريد وغريب وهذا راجع لقيمه من عقدت الندوه له أن اسم سيد درويش يستحق أن نحتفل ونحتفي به فهو من أعظم وأهم الملحنين في العصر الحديث وقد نقل الموسيقي الي آفاق أوسع وارحب ولم ولن نمل ونحن نروي للأجيال الحاضره والقادمة من هو هذا الاسطوره الذي بلغت شهرته آفاق المعموره رغم قصر عمره وإنتاجه الغزير.

 

وقد شرف الندوه لفيف من أعضاء الجمعية ومنهم اللواء محمد عبد القادر وحرمه والفنان نبيل صادق وأخي وحبيبي محمد عمر وحمدي متولي وأمين الديب وليلي حسين وفاتن موسي وبوسي احمد ونهي والدكتوره فؤاده البكري استاذه الأجيال بجامعه حلوان.

عن salwa mohsen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *