google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

علامات استجابة الدعاء 

 

 

كتبت:مروة امين 

 

يجدر بالذّكر أنه لا يوجد نصوص شرعيّة تذكر علامات لاستجابة الدعاء، وإنما ما ذكره العلماء في كتبهم هو من تجارب الصالحين، فقد قال الإمام الشوكاني -رحمه الله-: “وَهَذِه العلامات الَّتِي ذكرهَا المُصَنّف هِيَ تجريبية، فَلَا تحْتَاج إِلَى الِاسْتِدْلَال عَلَيْهَا، وكل فَرد من أَفْرَاد الداعين إِذا حصل لَهُ الْقبُول وتفضل الله عَلَيْهِ بالإجابة لَا بُد أَن يجد شَيْئا من ذَلِك…”، وعلى المؤمن أن يدعوا الله وفي داخله يقينٌ أنّ الله -سبحانه- سيستجيب له، ومن العلامات التي ذكرها العُلماء في كتبهم وتدُلُّ على استجابة الدُّعاء ما يأتي:

الخشية والبُكاء مع سُكون القلب بعدها، وإقباله على الطَّاعات، وكثرة الحمد، كأن يقول العبد: “الْحَمد لله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات”. الشُّعور بِنقاء القلب وصفائه، والشُّعور بإزالة الهُموم، وتحقُّق الطمأنينة، وانشراح الصَّدر بعد الدُّعاء. الخشية والرِّقة من آثار استجابة الدُّعاء، مع دمع العينين ووجل القلب.شُعور الإنسان بالنَّشاط داخلياً، والحقِّ ظاهرياً، حتى يظن أنه قد كان عليه حملاً ثقيلاً وُضِع عنه.

 

أسباب استجابة الدُّعاء

 

توجد العديد من الأسباب التي تؤدِّي إلى استجابة الدُّعاء، وهي فيما يأتي:

البدء بالثَّناء على الله -تعالى-، والاستغفار، والصَّلاة على النبيِّ -عليه الصّلاةُ والسلام-، ثُمَّ يدعو المسلم بما شاء من الدُّعاء، لِقول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسلام-: (إذا صلَّى أحدُكُم فليبدَأْ بتحميدِ اللَّهِ تعالى والثَّناءِ عليهِ ثمَّ ليُصَلِّ عَلى النَّبيِّ ثُمَّ ليدْعُ بعدُ بما شاءَ)،

كما يجوز أن تكون الصَّلاة على النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- قبل الدُّعاء أو بعده؛ لأنَّ الصَّلاة عليه دُعاءٌ، وهو مُستجابٌ لا محالة. الصَّوم، فقد ذكر الله -تعالى- آية الدُّعاء بين آيات الصِّيام؛ مما يؤكِّد على الصِّلة الوثيقة بينهما، لِقولهِ -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

الدُّعاء للآخرين بظهر الغيب، لِقول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (إذا دعا الغائبُ لغائبٍ، قال له الملَكُ: و لك مثلُ ذلك).

التعلُّق بالله -تعالى- مع خُشوع القلب عند الدُّعاء. تحري أوقات وأماكن استجابة الدُّعاء، وهي التي جاءت الأدلَّة التي تُبيِّن استجابة الدُّعاء فيها؛ كليلة القدر، ويوم عرفة، والسَّاعة التي تكون في يوم الجُمعة، لِقول النبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (فِي يَومِ الجُمُعَةِ ساعَةٌ، لا يُوافِقُها مُسْلِمٌ، وهو قائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إلَّا أعْطاهُ وقالَ بيَدِهِ، قُلْنا: يُقَلِّلُها، يُزَهِّدُها)،

وكذلك الدُّعاء في جوف الَّليل، وبعد الصَّلوات المفروضة، وعند السُّجود، لِقول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)،

وكذلك الدُّعاء بعد الوضوء، ودعاء الصَّائم والمُسافر، وبين الأذان والإقامة، وعند الأذان ونُزول المطر، وعند الاستيقاظ من النَّوم، وعند المشاعر الطَّاهرة؛ كالبيت الحرام، والكعبة المُشرَّفة، ومقام إبراهيم، وعند الصَفا والمروة، وعند شرب زمزم، وعند الجمرات في يوم النَّحر.

التَّوسُّل إلى الله -تعالى- بأسمائه وصفاته، أو بعملٍ صالحٍ قام به الإنسان الدَّاعي، مع تحرِّي المطعم والمشرب والملبس الحلال، والابتعاد عن الدُّعاء بالإثم أو قطيعة الرَّحِم، مع الأمر بالمعروف والنهيِّ عن المُنكر، والابتعاد عن المعاصي، وتحرّي أوقات وأحوال وأماكن استجابة الدُّعاء التي تم ذكرُها في النُقطة السَّابقة، والدُّعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وفي شهر رمضان، وعند مجالس الذِّكِر، ودعاء الوالد لِولده، ودُعاء المُضطر، والإمامُ العادل، ودُعاء الولد البار لوالديه، مع الإكثار من الدُّعاء في جميع الأوقات، والحرص على هذه الأحوال بشكلٍ خاص.

أسباب عدم استجابة الدعاء توجد العديد من الأسباب التي تحول بين العبد وبين استجابة الله -تعالى- لِدُعائه، والتي يجب على المُسلم الابتعاد عنها حتى يكون دُعاؤه مقبولاً، ومنها ما يأتي:

الأكل من الحرام، لِقول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).

الغفلة في القلب، مع الإصرار على المعاصي والذُّنوب،

وجاء عن بعض السَّلف قولهم: “لا تستبطئ الإجابة وقد سَدَدْت طرقها بالمعاصي”.

عدم التَّواضع أثناء الدُّعاء، وعدم الأخذ بآداب الدُّعاء؛ كاستعجال الإجابة، وكذلك ترك الدُّعاء، وترك الواجبات التي أوجبها الإسلامُ على المسلم، لِقول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم)،

وكذلك الأمر بالمُنكر، أو السُكوت عنه، والنهي عن المعروف. الدُّعاء بإثمٍ أو قطيعةِ رحمِ، وعدم الإيمان بالقَدَر.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *