google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik
أخبار عاجلة

نعوذ بالله من طول الأمل

محمود سعيد برغش

جميل أن نحمل في قلوبنا أملا، لكي نعمر الكون بكل أنواع الخير، فالانسان مفطور علي حب الحياة لكن لابد أن نحذر من ان يحول طول الأمل بيننا وبين طاعة الله عز وجل

فإن صاحب الأمل الطويل في الدنيا يركن غالبا الي الشهوات ومن أجل ذلك حذر النبي صلي الله عليه وآله وسلم من طول الامل

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنكبي فقال. ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) ، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ” إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك ” رواه البخاري . زاد أحمد والترمذي وعد نفسك من إهل القبور

ولقد قال تعالي عن هذا الصنف. ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)

قال القرطبي وطول الامل داء عضال ومرض مزمن ومتي تمكن من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه ولم يفارقه داء ولا نجح فيه دواء، بل أعيا الأطباء ويئس من برئه الحكماء والعلماء

وحقيقة الأمل الحرص علي الدنيا والانكباب عليها، والحب لها والإعراض عن الآخره ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاح أول هذه الأمة بالزهد و اليقين ، و يهلك آخرها بالبخل و الأمل.

أقام معروف الصلاة، ثم قال لمحمد بن أبي توبه تقدم، فقال إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم غيرها، فقال معروف وأنت تحدث نفسك أن تصلي صلاة أخري، نعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع خير العمل

وقيل لابراهيم أبن عيسي اليشكري كيف أصبحت؟ فقال أصبحت في أجل منقوص وعمل محفوظ والموت في رقابنا والقيامه من ورائنا ولا ندري ما يفعل الله بنا

وعن سلمة بن بشير أن أبا هريره رضي الله عنه بكي في مرضه فقيل ما يبكيك فقال أبكي لبعد سفري، وقلة زادي وأني أصبحت في صعود مهبطه علي جنة أونار فلت أدري إلي أيتها يسلك بي

مامن صباح إلا والشيطان يقول لي ماتأكل وماتلبس، وأين تسكن فأقول ٱكل الموت وألبس الكفن، وأسكن القبر، قال رحمة الله عليه الزم خدمة مولاك تأتيك الدنيا راغمة، والجنة عاشقه

 

قالت رابعه زوجة أحمد بن أبي الحواري مارأيت ثلجا قط إلا ذكرت تطاير الصحف، ولا رأيت جرادا قط الا ذكرت الحشر، ولاسمعت أذانا قط إلا ذكرت منادي القيامه، قالت وقلت لنفسي كوني في الدنيا بمنزلة الطير الواقع حتي يأتيك قضاؤه

وقال الحسن حقيق علي من كان الموت موعده والقبر مورده والحساب مشهده، أن يطول بكاؤه وحزنه

قال الفضيل بن عياض كفي بالله محبا وبالقران مؤنسا وبالموت واعظا وكفي بخشية الله علما والاغترار بالله جهلا

نظر الحسن الي ميت يدفن فقال والله إن أمرا هذا أوله لحري أن يخاف أخره، وإن أمرا هذا ٱخره لحري أن يزهد في أوله

اوحش مايكون ابن ادم في ثلاث مواطن في يوم ولد فيخرج إلي دارهم، وليلة يبيت مع الموتي فيجاور جيرانا لم ير مثلهم، ويوم يبعث فيشهد مشهدا لم ير مثله قط

قالت إحدي العابدات. اذا أصبحت قالت يانفس هذا اليوم ساعديني يومي هذا فلعلك لاترين بياض يوم أبدا، وإذا إمست قالت يا نفس هذه الليلة ساعديني ليلتي هذه فلعلك لا ترين سوادليلة ابدا فما زالت تخدع وتدفع يومها بليلها بنهارها حتي ماتت علي ذالك

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *