المحطة جريدة إليكترونية شاملة
كتبت شيماء زكريا
نشأت “نادية” وسط أسرة ميسورة تضرب بجذورها في منطقة عرب غنيم بحي حلوان، ورغم صغرها في السن فقد طاردها ابن الجيران ويدعى “محمد”، ورغم أن فارق السن الكبير بينهما واستحالة ارتباطهما بسبب سنها الصغير إلا أنه استمر في مخططه حتى نجح في الإيقاع بها في شباكه وأقنعها بحبه الشديد لها وعدم استطاعته العيش بدونها.
واجه “محمد” صعوبات كبيرة في إقناع أسرتها بالموافقة على خطوبتهما، وكانت موافقة والداها شبه مستحيلة بسبب عدم تجاوز نجلتهما 15 سنة، ولكن أمام الضغوط التي مارستها الفتاة الصغيرة وإلحاح الشاب وأسرته رضخ الأب ووافق على خطوبتهما على أن يتم الزواج عقب إتمامها السن القانونية، ولكن شهور قليلة وقامت الفتاة بتحريض من خطيبها بالضغط من جديد على والداها للموافقة على إتمام الزواج.
ورفضت الأسرة في البداية ولكن تراجعت ووافقت تحت الضغوط الشديدة وعقب تعهد العريس وأسرته بأن تقوم الزوجة بإتمام تعليمها بمنزل الزوجية، وأنه لن يقف عقبة في طريق استكمالها دراستها وصولاً إلى تخرجها من الجامعة، وتحمل والد العروس الكثير من نفقات تجهيز شقة الزوجية مراعاة لظروف العريس الذي كان حديث التخرج من الجامعة، كما تحمل أيضاً تكاليف حفل الزفاف الذي تم بمباركة أسرتي العروسين.
انتقلت العروس إلى “عش الزوجية” وتوقعت أنها هربت إلى الجنة التي وعدها بها زوجها، ولكن منذ يومها الأول في شقة الزوجية صدمت في زوجها وبدأت مأساتها واكتشفت فيه الكثير من الصفات التي كان يخفيها خلال فترة الخطوبة، وأنه استغل صغر سنها وعدم خبرتها في الإيقاع بها في شباكه، وتبددت وعوده ثم انشغلت الفتاة الصغيرة بزوجها وحياتها الجديدة، وأهملت تعليمها ثم حملت ورغم معاناتها في الحمل بسبب سنها الصغيرة إلا أنه كان يمارس ضغوطه عليها وهو ما تسبب لها في مشاكل صحية.
لاحظت الزوجة قيام الزوج بأفعال غير طبيعية فاستغاثت بأسرته الذين قاموا بعرضه على عدد من الأطباء النفسيين للعلاج واستمرت رحلة علاجه عدة أشهر تحملت خلالهم الزوجة نفقات منزلها ورعاية زوجها وأسرته، وبدلاً من قيامه بشكرها كان يقوم بالاعتداء عليها بالضرب والإهانة، وعندما كانت تشتكي لأسرته كانوا يطالبوها بالتحمل والصبر على أمل أن ينصلح حاله.
رضخت الزوجة وتحملت معاناتها حتى فاض الكيل وقررت مواجهته وانتظرت حتى عاد من الخارج، وطلبت منه أن يحسن معاملتها ففوجئت بقيامه بضربها، وعندما اعترضت على أفعاله استل سيكناً من المطبخ وقام بطعنها في أماكن متفرقة من الجسد وتركها تنزف داخل حجرة النوم حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم خرج للشارع متجرداً من ملابسه، تسيطر عليه حالة من عدم الانضباط غير مدرك بما يفعله، إلا أن الأهالي سارعوا بإبلاغ الشرطة التي تمكنت من ضبطه.
تلقى اللواء محمد عاكف، مدير مباحث قطاع جنوب القاهرة، إخطاراً من المقدم إبراهيم سليم، رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، يفيد بورود بلاغ من الأهالي بقيام «محمد ع. د.»، 27 سنة، عاطل ومقيم بمساكن الياسمين التابعة لمنطقة عرب غنيم، بقتل زوجته وتدعى «نادية م. ا.»، 17 سنة، بأن سدد لها 6 طعنات مستخدماً سلاحاً أبيض «سكين».
وبإخطار اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة وضبط المتهم وتبين من التحريات والفحص كثرة المشاكل بين المجني عليها والجاني، كما تبين أن المجني عليها حامل في الشهر الخامس، وأن القاتل بعد إرتكاب جريمته نزل عارياً إلى الشارع وتشاجر مع الأهالي، كما تبين أن المتهم مهتز نفسياً وسبق حجزه بإحدى المصحات العلاجية، تم نقل جثمان القتيلة إلى المستشفى.
تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتم إخطار النيابة التي باشرت التحقيقات وأمرت نيابة حلوان، بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
