google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

سيرة ومسيرة للشيخ عبد المجيد سليم

كتبت فاطمة السيد

 

ولد الشيخ الجليل عبدالمجيد سليم في 13 أكتوبر عام 1882 فى قرية ميت شهالة في محافظة المنوفية

، والتحق بالأزهر ونبغ فى علم الفلسفة حتى أنه اشتهر بين زملائه باسم ابن سينا، حيث كان يحضر دروس الشيخ محمد عبده فى الرواق العباسي أشهر أروقة الأزهر لمدة خمس سنوات، تلقى فيها أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، ودروس فى تفسير القرآن الكريم والمنطق

 

وطيلة فترة دراسته بالأزهر عرف الشيخ عبد المجيد سليم بالنبوغ والتفوق حتى أنه كان يسمى بابن سينا لقدرته على التفلسف والعلم ويقال أن الشيخ محمد عبده هو الذى أطلق عليه هذا الإسم وفضلاً عن التلمذة المباشرة للإمام محمد عبده فإن الشيخ عبد المجيد سليم يعد امتداداً لمدرستى اثنين من علماء الأزهر البارزين فى القرن التاسع عشر فقد كان امتداداً للشيخ الفيلسوف الزاهد حسن الطويل فى المنطق والفلسفة ومؤلفات ابن سينا كما أنه كان امتداداً طبيعياً للعاستاذ أحمد أبى خطوة أبرز الذين شهد لهم بالتعمق الفقهى وكان من كبار المتضلعين فى الفقه الحنفى والمطلعين على ادبياته التى لاتحى وكان حافظا لهذه الادبيات واعياً بموضع المسائل الخلافية فيها

 

نال شهادة العالمية من الدرجة الأولى في سنة 1908م، وشغل وظائف التدريس، والقضاء، والإفتاء، ومشيخة الجامع الأزهرومكث في الإفتاء قرابة عشرين عامًا، وله من الفتاوى ما يقرب من 15 ألف فتوى

 

 

وتولى الشيخ عبد المجيد مشيخة الأزهر مرتين أُقِيل في أولاهما؛ لأنَّه انتقدَ الملك، ثم استقال في المرة الثانية في 17 سبتمبر 1952

 

 

ومن أشهر مواقفه حينما كان مفتيًا للديار المصرية حيث وصل إليه سؤال من إحدى المجلات عن مدى شرعية إقامة الحفلات الراقصة في قصور الكبار

 

وقد حمل رسالة المجلة إليه أحد أمناء الفتوى في دار الإفتاء، ولفت نظره إلى أن المجلة التي طلبت الفتوى من المجلات المعارضة للملك، وأن الملك قد أقام حفلًا راقصًا في قصر عابدين، فالفتوى إذن سياسية، وتريد المجلة بذلك الوقيعة بين الشيخ وبين الملك، فقال سليم : وماذا في ذلك؟ إن المفتى إذا سُل فلا بد أن يجيب ما دام يعلم الحكم وأصدر الفتوى بحرمة هذه الحفلات

 

ونشرت مجلة آخر ساعة في عام 1951 الفتوى مؤيدة بالأدلة الشرعية، وحدثت الأزمة بين الملك والمفتي، وصمم الملك على الانتقام من المفتي الذي كانت فتواه سببًا في إحراج موقفه السياسي، وعلى إثر هذه الفتوى وجه الديوان الملكي الدعوة إلى الشيخ عبدالمجيد سليم لحضور صلاة الجمعة مع الملك في مسجد قصر عابدين، وهو القصر الذي أقيم فيه الحفل الراقص

 

ذهب المفتى وجلس في المكان المخصص له، وحين حضر الملك جلس في مكانه بالصف الأول، وبعد انتهاء الصلاة وقف كبار المصلين لمصافحة الملك بعد الصلاة قبل أن يدخل إلى حديقة القصر من الباب الداخلي للمسجد المؤدي إلى الحديقة، ووقف المفتى في مكانه استعدادا لهذه المصافحة الملكية، وكان كل من يأتي عليه الدور للمصافحة يرفع يده قبل أن يدركه الملك استعدادًا للمصافحة

 

لكن الشيخ سليم هدته فطرته الإيمانية إلى عدم رفع يده، وكانت نية الملك أن يترك يد الشيخ ممدودة للمصافحة دون أن يصافحه، ويكون في ذلك عقابه والانتقام منه، ولكن الشيخ أنقذه حدسه الإيماني، وكانت نتيجة هذا الموقف وتداعياته أن أصدر الملك قرارًا بإقالة سليم من المشيخة، فاستقال في 3 سبتمبر من نفس العام

وتوفي الشيخ عبد المجيد في 7 أكتوبر عام 1954.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *